في سابقة هي الأولى من نوعها، أقدمت شركة آسفي للطاقة “سافييك” والمتكونة من عدة شركات متعددة الجنسيات، والمشرفة على مشروع المحطة الحرارية لإنتاج الكهرباء بالفحم الحجري، العشرات من الشباب العاطلين عن العمل إلى القضاء، متهمة إياهم ب”عرقلة عمل المحطة الحرارية” و”محاولة قطع الكهرباء على جميع أنحاء المغرب”. وقدمت شركة “سافييك” في شخص ممثلها القانوني نيابة عن أعضاء مجلسها الإداري، شكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية لآسفي، بداية فبراير المنصرم من العام الجاري، وجاء في شكاية الشركة التي حصل موقع “اليوم24” على نسخة منها، أن الشركة تعذر عنها القيام بعملها بسبب ما قالت “اعتصام مفتوح من طرف مجموعة من الأشخاص الغرباء” الذين تجمهروا أمام مدخل المحطة الحرارية في أواخر يناير من السنة الجارية، مشيرة في نص الشكاية، أن “سافييك” تقدم امتدادات من الطاقة الكهربائية للبلاد تُقارب 20 في المائة. واتهمت “سافييك” الشباب العاطل عن العمل وبعض من سبقوا وأن عملوا ضمن شركات المناولة داخل المشروع المذكور، والذين ينحدر أغلبهم من منطقة “أولاد سلمان” بجوار المحطة الحرارية، بتشكيل “جدارا بشريًا على مستوى جميع الأبواب الرئيسية للشركة”، مطالبة النيابة العامة “بفتح تحقيق في الموضوع واتخاذ قرارات من تبث فيهم الفعل الجرمي”، بحسب نص الشكاية. مصادر جيدة الإطلاع بالمنطقة كشفت ل” اليوم24″ أن الشبان الذين تجمهروا أمام مدخل المحطة الحرارية ولا يتجاوز عددهم 18 شابًا، نظموا في 31 من يناير الماضي وقفة احتجاجية يُطالبون فيها إدارة “سافييك” بتنفيذ وعودها والتزامتها مع أهل المنطقة، من خلال توظيفهم بالمشروع الذي وطن في أراضيهم، ونظموا الوقفة المذكورة لمدة تقارب 3 ساعات، حاملين الأعلام الوطنية، وسرعان ما انتهت الاحتجاجات بعدما توسطت السلطات المحلية في المنطقة لدى إدارة “سافييك” بغية إيجاد حل لهم، غير أنهم تفاجئوا لاحقا باستدعائهم من طرف الدرك الملكي ووضع “سافييك” شكاية لدى النيابة العامة. وعلم الموقع أن وكيل الملك لدى ابتدائية آسفي، وجه تعليماته باستدعاء الشباب الذين طالبوا بالشغل أمام المحطة الحرارية، حيث تم الإستماع لهم من طرف المركز القضائي للدرك الملكي، باعتبار المشتكى بهم يقطنون جميعًا بمنطقة “أولاد سلمان” حيث مشروع المحطة الحرارية، ويُتابع أغلبهم في حالة سراح. وبينت شكاية محام مجموعة “سافييك” خلطا في سرد اختصاص اختصاص الشركة المذكورة، قائلا “يروم نشاط العارضة في تهيئ ميناء آسفي الجديد” غير أن الميناء ليس من اختصاص “سافييك” الذي تشرف على بنائه في الوقت الحالي شركة SGTM المملوكة للملياردير الراحل أحمد القباج. ويُشار إلى أن مجموعة “سافييك” المكلفة بمشروع المحطة الحرارية، تتكبد خسائر ضخمة بسبب بطء في الإنتاج بعدما واجهت صعوبات بالغة في وصول شحنات الفحم الحجري، بسبب تأخر الميناء الجديد، والذي قدرت مصادر مطلعة ل”اليوم24″ خسائره لحدود الان بأزيد من 600 مليون درهم، يتكبدها المكتب الوطني للكهرباء المكلف بتوفير شحنات الفحم الحجري.