رغم أن المباراة مؤجلة، إلا أنها ستحبس أنفاس متتبعي البطولة الوطنية، لأنها على جانب كبير من الأهمية بالنسبة إلى المرشحين للفوز باللقب، الرجاء البيضاوي، والمغرب التطواني. تستأثر مباراة الرجاء البيضاوي والدفاع الحسني الجديدي برسم مؤجل الدورة الثالثة والعشرين من منافسات الدوري «الاحترافي» لكرة القدم، اليوم (الأحد)، باهتمام المتتبعين الرياضيين، خاصة منهم جمهور الفريق البيضاوي، بحكم ما لها من طابع مصيري بشأن مواصلة التنافس على درع البطولة. وتأتي مباراة الرجاء والدفاع الجديدي، المقرر إجراؤها بملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، في السابعة مساء، في توقيت حاسم بالنسبة للفريقين معا، وحاجتهما إلى نقاط كفيلة بدعم رصيديهما، إذ أن الفريق البيضاوي يسابق الزمن من أجل إمكانية التتويج بدرع البطولة، ومعاودة المشاركة في كأس العالم للأندية، وما يفرضه عليه ذلك من ضرورة الانتصار في هذا النزال أولا، قبل العمل على حسم نتيجتي الدورتين المتبقيتين. في حين يعول الفريق الدكالي على مؤجلاته الثلاثة، بما فيها منازلته للرجاء بهدف الارتقاء نحو المقدمة والظفر على الأقل بالمركز الثالث الذي من شأنه أن يخول إليه المشاركة مجددا في كأس الاتحاد الإفريقي (كاف) الذي أقصي منه مؤخرا على مشارف بلوغ دوري المجموعات. ويدرك فريق الرجاء أنه سيخوض اليوم مباراة العمر عندما يواجه الدفاع الجديدي، ويجد نفسه أمام خيار واحد لا ثاني له، وهو تحقيق الفوز دون سواه، والظفر بالنقاط الثلاث، إن هو أراد التشبث بحظوظه في التتويج بلقب البطولة، وما عدا ذلك من شأنه أن يعصف بكل أحلامه؛ وهو ما يعني أن «النسور الخضر» سيستغلون كل أوراقهم بإخراج كل الأسلحة وبذل جهود مضاعفة كفيلة بقيادتهم نحو حسم النزال لصالحهم، إذ أنهم في حال الانتصار سيتمكنون من رفع الحصيلة الرقمية إلى 52 نقطة، وإمكانية تذويب فارق الثلاث نقاط عن المتصدر التطواني (55 نقطة) في الدورتين المتبقيتين؛ لاسيما عندما يلتقي البيضاويون والتطوانيون لحساب الجولة 29 من الدوري الوطني. فيما يطمح الدكاليون (المركز الخامس ب41 نقطة) إلى انتزاع نتيجة إيجابية، من قبيل الفوز أو التعادل على الأقل، في انتظار إمكانية تقليص فارق النقاط، في حال استثماره للمباريات الأربع المقبلة، والتي تتوزع بين مباراتين مؤجلتين، ومثلهما برسم الجولتين الأخيرتين. وتبدو مباراة اليوم بمثابة «نصف نهائي»، خاصة بالنسبة للفريق البيضاوي؛ من منطلق أنه ليس في صالحه أن يفكر في ما هو قادم، من قبيل «نهائي البطولة» ضد المغرب التطواني، نهاية الأسبوع المقبل، إلا بعد تجاوز عقبة الفريق الجديدي، باعتبار أن الفوز في هذه المباراة يعد استراتيجيا في حال تحقيقه، بل هو الوحيد الكفيل له بتقريبه من الصدارة، وآنذاك قد يكون بمقدوره الانقضاض على الصدارة إذا ما نجح في هزم المتصدر التطواني، في الجولة ما قبل الأخيرة، ومن تم التأهل إلى نهائيات «موندياليتو الأندية» للمرة الثانية على التوالي، والثالثة في مشواره الكروي. وتوحدت تصريحات مكونات الرجاء، بمن فيهم الرئيس بودريقة والمدرب واللاعبين، في أن كل الحسابات اتضحت، وأنه لم يعد مسموحا بالخطأ في ما تبقى من نزالات»، مشيرين إلى أن الجميع يدرك قيمة الرهان، وما يقتضيه ذلك من مواصلة القتال من أجل الفوز». وهو ما يشكل أيضا رؤية الجمهور الرجاوي الذي ينتظر أن يحضر بكثافة في مباراة الغد، لتحفيز اللاعبين على الانتصار، وما يقتضيه ذلك من احتراز أمني استباقي، تفاديا لكل ما من شأنه المساهمة في إثارة الفوضى، بحكم أن المواجهة ذات حساسية كبرى وأهمية قصوى. وارتباطا بالدوري الوطني، قررت لجنة البرمجة التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إجراء مباريات الدورتين المتبقيتين على إنهاء الدوري المغربي باعتماد توقيت واحد، سعيا إلى توفير مبدأ تكافؤ الفرص؛ سواء بين الفريقين المتصارعين على اللقب، أو تلك المنافسة على مركز متقدم يتيح إحدى المشاركات القارية، أو تلك الباحثة عن أمل البقاء وتفادي النزول إلى القسم الثاني.