في ندوة تناظرية حول حرية الصحافة في المغرب، اعتبر توفيق بوعشرين مدير نشر أخبار اليوم وموقع اليوم 24، أن من ابرز الاشكاليات التي تعاني منها حرية الصحافة هي القضاء غير المستقل. بوعشرين اعتبر أن أهم سؤال يجب طرحه في خضم النقاش الدائر حول استقلالية الصحافة في المملكة هو وضعية المملكة إذا كانت ديمقراطية أو غير ديمقراطية، مشيرا إلى أن أكثر المراقبين تفاؤلا يعتبرون أن البلد في مرحلة تحول وانتقال ديمقراطي، متحدثا عن عدم امكانية رسم صورة وردية لوضعية الصحافة في المغرب على اعتبار أنها "مضببة ، فيها السلبي والايجابي."
وانتقد نفس المتحدث تأخر الحكومة في إخراج النصوص القانونية المؤطرة للمجال، مؤكدا أن الإشكال في الصحافة لا يتعلق بوجود العقوبات السالبة للحرية في القوانين المنظمة لعملها بقدر ما يتعلق الأمر بمدى استقلالية القضاء، حيث تحدث بوعشرين عن اتجاه بعض القضاة الى الإدانة مباشرة عندما يتعلق الأمر بقضايا يكون وزيرا أحد أطرافها في وقت الأصل فيه هو البراءة، مضيفا أن بعض القضاة يجهلون الكثير عن العمل الصحفي، مما يشكل عائقا إضافيا أمام المحاكمة العادلة.
وعن مشروع قانون الوصول الى المعلومة تحدث بوعشرين عن وجود 18 قيدا مخالفا للدستور فيه، متسائلا عن الغاية من اغلاق المجلس الوزاري في وجه الصحفيين.
"حرية الصحافة ليست قضية حكومة، كي لا نسير وراء خطاب يجعلنا نقوم بمعارضة الحكومة لفائدة الحكم، " فحسب بوعشرين هناك جوانب أخرى محددة كالبيئة الاقتصادية حيث اضحى الإشهار من اهم الاسلحة في وجه حرية الصحافة٫ حيث اصبح للمستشهر اهم مقعد في قاعة تحرير بعض الجرائد.
نفس المتحدث اعتبر ان الدولة لم تعد تتولى مهاجمة الصحافة، حيث اوكل الأمر لبعض من يقومون بإنشاء مواقع لا مهمة لها سوى مهاجمة الصحفيين. في دولة تعتبر الصحافة "شرا لا بد منه يجب اعطاؤه الحرية بمقدار، وهذه هده الفلسفة المبنية عليها سياسة الدولة."