تشهد الجزائر، اليوم الأحد، يوما حاسما للانتخابات الرئاسية، المقررة في أبريل المقبل، مع ترقب تقديم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ملف ترشحه، على الرغم احتجاجات الشارع ضد بقائه لولاية خامسة في الحكم. وأقال بوتفليقة، أمس السبت، مدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال، غداة تظاهرات حاشدة، نظمت للمطالبة بعدوله عن الترشح للانتخابات، في حركة احتجاجية غير مسبوقة، منذ توليه الحكم، قبل عشرين سنة. وتم تعيين وزير النقل عبد الغني زعلان محل سلال، رئيس الوزراء السابق، الذي تولى إدارة حملات بوتفليقة الانتخابية الثلاث السابقة، في أعوام 2004، و2009، و2014، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، نقلا عن “مديرية حملة” بوتفليقة. ولم يعلق أي مسؤول، رسميا، حتى الآن على التعبئة الشعبية الكبيرة للجزائريين، تعبيرا منهم عن رفضهم ولاية جديدة لبوتفليقة، الذي أكمل، أمس، عمره الثاني والثمانين سنة. وليس هناك على ما يبدو أي بند في القانون يلزم المرشح بالتقدم شخصيا إلى المجلس الدستوري لإيداع ملف ترشحه. وفي غياب بوتفليقة، الذي لم يخاطب الجزائريين منذ تعرضه لجلطة دماغية في عام 2013، ولم يعد يظهر إلا نادرا، وجد سلال نفسه في خط المواجهة الأول لحركة الاحتجاج، ويمكن أن يكون “كبش فداء”، بحسب ما قال مراقب لوكالة فرانس برس، طالبا عدم كشف هويته. وأضاف المراقب أن “إقالته قد تكون إجابة أولى” على حركة الاحتجاج، التي تشهدها الجزائر منذ أكثر من أسبوع ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة “لكن (مفاعليها) قد تكون قصيرة الأمد”، بحسب المصدر ذاته. وطوال أيام الأسبوع، أكد المعسكر الرئاسي أن الاحتجاجات لن تمنع تنظيم الانتخابات في موعدها المقرر، وأن ملف ترشح بوتفليقة سيقدم، اليوم الأحد، للمجلس الدستوري. وقال أحد المراقبين طالبا عدم كشف هويته، قبل التظاهرات الأخيرة، إن السلطات “تأمل أن تصمد حتى الأحد، على أمل أن تنحسر الاحتجاجات بعد تسجيل ترشح بوتفليقة”.