كشفت مصادر رفيعة المستوى من داخل جبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم في الجزائر، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قرّر بشكل رسمي عدم تقديم أوراق ترؤسه لولاية خامسة لحكم الجزائر. وكان عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة، أعلن أن الرئيس الجزائري سيقدّم ملف ترشحه أمام المجلس الدستوري، يوم 3 مارس الجاري، ليؤكد رسمياً ترشحه لعهدة خامسة. وأكدت ذات المصادر، حسب موقع "الخليج أونلاين" الذي اورد الخبر اليوم، أن كل المؤشرات تدلل على أن الوضع الصحي المتفاقم للرئيس بوتفليقة لا يسمح أبداً بترشيح نفسه للولاية الخامسة. وأكدت نفس المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها حسب موقع "الخليج أونلاين"، أن قرار عدم الترشح سيصدر في الساعات المقبلة، وعلى أبعد تقدير صباح يوم غدٍ الأحد، وهو الموعد الأخير لتقديم طلبات الترشح للرئاسة. وأوضحت المصادر أن حزب التحرير سيعقد لقاءً قريباً مع كافة أعضائه لاختيار الشخصية المناسبة لخوض غمار معركة الانتخابات الرئاسية، مشيرةً إلى أن بوتفليقة قد "استجاب للحملات الشعبية الكبيرة التي خرجت وطالبت بعدم ترشحه من جديد". وذكرت أن هناك اتصالات كبيرة من شخصيات جزائرية مرموقة ومسؤولة، ومن قادة الأحزاب السياسية والدينية، لضمان مرور العملية الانتخابية بسلام ودون أي عقبات، ومنع تكرار السيناريوهات الدامية في الدول العربية داخل الجزائر. ويعاني الرئيس الجزائري من آثار جلطة دماغية أُصيب بها في عام 2013، في حين يثير وضعه الصحي كثيراً من السجالات السياسية، ازدادت حدّتها مع إعلانه الترشح لولاية رئاسية خامسة، في فبراير الماضي، وخوض الانتخابات المقرر إجراؤها في أبريل المقبل. وتشهد الجزائر تظاهرات مستمرة منذ أن أعلن بوتفليقة، في 10 فبراير الماضي، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أبريل المقبل، تلبية ل"مناشدات أنصاره"، حيث تعهد في رسالة وجّهها إلى الجزائريين بعقد مؤتمر للتوافق على "إصلاحات عميقة" في حال فوزه. و خرجت، أمس الجمعة، تظاهرات واسعة في مختلف أرجاء البلاد ضد ترشح بوتفليقة، الذي يحتفل اليوم السبت بعيد ميلاده ال82، وأعلن فيها عن وفاة نجل رئيس وإصابة واعتقال عشرات آخرين، في حين أطلقت السلطات سراح عدد من الصحفيين لتهدئة الشارع. وأعلنت قوى معارِضة "دعمها الاحتجاجات الشعبية السلمية"، ودعت السلطات إلى "التعامل بإيجابية مع مطالب المحتجين قبل فوات الأوان".