اختار الأمين العام لحزب الحركة الشعبية حلوله بفاس نهاية الأسبوع الأخير، معية أعضاء مكتبه السياسي ومجلسه الوطني، للرد بقوة على دعوة نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، بخصوص دعوته إلى تعريب التعليم، حيث دافع بشراسة عن تنويع العرض اللغوي لأبناء المغاربة، فيما اشتكى في الوقت نفسه مما وصفه ب”تعطيل ترسيم الأمازيغية”. وقال العنصر خلال ترؤسه يوم السبت الأخير لأشغال اجتماع المجلس الجهوي الأول للحركة الشعبية بجهة فاسمكناس، موجها كلامه لدعاة إبعاد الفرنسية واللغات الحية عن التعليم بالمغرب، إن “من يرفضون تدريس المواد باللغة الأجنبية لأبناء المغاربة، هدفهم هو جعل التعليم يسير بسرعتين، والخطير، يردف العنصر، أن “دعوتهم فيها تمييز، ففي الوقت الذي يحرص دعاة معاداة اللغات الحية على إرسال أبنائهم في بعثات متواصلة إلى الخارج، يعملون على تكديس أبناء المغاربة في أقسام مكتظة كي يتعلموا لغة واحدة، وهي اللغة العربية، وبعدها يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على وظيفة بسهولة”، يقول العنصر. وهاجم زعيم الحركة الشعبية في كلمته التي تفاعل معها الحركيون بحرارة وصفقوا لما جاء على لسانه في أول مجلسهم الجهوي المنعقد بفاس، بعد محطة مؤتمرهم الوطني الأخير ال13، (هاجم) من وصفهم “بالمتسببين” في “بلوكاج” النقاش العمومي الدائر حول القانون الإطار “01.00”، والمتعلق بالرؤية الإستراتيجية للإصلاح (2015-2030)، والخاصة بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي المعروضة على البرلمان، وذلك بسبب الخلاف حول تدريس بعض المواد العلمية باللغة الأجنبية خاصة الفرنسية، حيث شدد العنصر على موقف حزبه والذي يدبر وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والداعي إلى توفير سبل تحقيق المساواة في التعليم لكافة أبناء الشعب المغربي وتمكينهم من تنويع العرض اللغوي. وفي مقابل دفاعه عن وجود اللغات الحية في التعليم المغربي، اشتكى محند العنصر مما وصفه ب”تعطيل ترسيم الأمازيغية”، حيث قال “إننا كحركيين غير راضين عن التأخير في التعامل مع الأمازيغية كلغة رسمية، ومازلنا لم نفهم دواعي تعطيل ترسيم الأمازيغية لما يزيد عن 8 سنوات مرت حتى الآن عن دسترتها في دستور2011، لذلك، يضيف العنصر، بات من واجب الحركيين والحركيات، الدفاع عن مبادئهم وقيمهم وعلى رأسها الهوية الأمازيغية، مشددا على أن مشاركة الحركة الشعبية في حكومة سعد الدين العثماني، لا يمنعها من واجبها في إثارة انتباه حلفائها إلى الطابع الاستعجالي لبعض القضايا وراهنيتها، وفي مقدمتها الإسراع بتنزيل الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، والتي نعتبرها داخل الحركة الشعبية، مكونا أساسيا، ومصدر غنى وتنوع الهوية المغربية الأصيلة. يذكر أن دخول محند العنصر على خط المعركة الحامية حول جدل الفرنسية في التعليم، والتي تسببت فيها دعوة زعيم حزب الاستقلال، نزار بركة لتسييد اللغة العربية وتكريسها في تدريس المواد العلمية بالمدارس المغربية، (دخول العنصر) تزامن مع هجوم ناري قاده ضد بركة، وزير الفلاحة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش خلال ترؤسه يوم السبت الماضي، اللقاء الجهوي لحزبه في مدينة الداخلة، حيث أعلن عن موقف حزبه من الجدل الدائر بخصوص الفرنسية في التعليم، وهو أن “حزب الأحرار، كما قال، وفي مقابل تمسكه باللغتين العربية والأمازيغية، لكونهما جزءا من مبادئ الدستور المغربي والهوية المغربية، فإن التجمعين يقفون مع الانفتاح على اللغات الأجنبية لتدريس العلوم، معتبرا هذه اللغات الحية الجسر الذي يقود المغرب للعالمية، فيما شدد أخنوش يوم السبت الماضي في تجمعه بالعيون، أن من يدعو للتعريب وإبعاد اللغات الحية عن المقررات الدراسية، فهو يريد عرقلة تطور المغاربة، بحسب كلام أخنوش الموجه لنزار بركة، مما أثار غضب وعدم رضا الاستقلاليين، تورد مصادر “أخبار اليوم”.