ارتفعت حصيلة المقدمين على الانتحار بمدينة شفشاون، لتقارب 50 حالة منذ عام 2018، بعد إقدام فتاة قاصر لا يتجاوز عمرها 14 سنة، أمس الأحد، على وضع حد لحياتها. وفي السياق ذاته، قال محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، في تصريح ل”اليوم 24″، اليوم الاثنين، إن عام 2018 سجل 40 حالة انتحار، فيما تم تسجيل ما بين 9 و10 حالات منذ بداية العام الجديد 2019، مؤكدا ارتفاع عدد حالات الانتحار، التي يعرفها إقليمشفشاون خلال السنوات الأخيرة، مقابل صمت السلطات المركزية، والمحلية، والجماعات “المنتخبة” حول هذه الظاهرة، على الرغم من أنها تمس أهم حق في منظومة حقوق الإنسان الكونية، وهو الحق في الحياة. وفي السياق ذاته، يسجل مرصد الشمال لحقوق الإنسان أن ظاهرة الانتحار، التي يعرفها إقليمشفشاون تدخل ضمن ما يسمى في الحقل السوسيولوجي بالانتحار اللامعياري، “الذي يحدث عندما تضطرب ضوابط المجتمع نتيجة إما للكساد الاقتصادي، أو انتعاشه”، مشددا على أن تفاقم الظاهرة، حاليا، يرجع إلى عقود من التهميش، واللامبالاة، وهي الأسباب نفسها، التي أدت، كذلك، إلى مجموعة من الظواهر كالهجرة نحو المدن، وارتفاع معدلات الطلاق، والادمان. وفي السياق ذاته، يدعو مرصد الشمال لحقوق الإنسان إلى ضرورة تظافر جهود الفاعلين المدنيين، من أجل الضغط على الجهات المختصة للتدخل قصد الحد من تفاقم الظاهرة، مشيرا إلى ضرورة إخضاعها للدراسة العلمية عبر بحث ميداني، تكون توصياته خريطة طريق لوضع استراتيجية في شتى المجالات في القريب العاجل.