غادر القيادي بحزب العدالة والتنمية والرئيس السابق لجماعة عين تاوجطات بضواحي مدينة مكناس، حوسى عزيزي، والذي جرى عزله في شتنبر من العام الماضي من مهامه بقرار من وزارة الداخلية على خلفية متابعته أمام القضاء في حالة اعتقال بتهم ثقيلة، (غادر) ليلة الخميس-الجمعة الأخيرة السجن المحلي لتولال بضواحي مكناس، بعد أن قضى وراء قضبانه حوالي سنة عقب تسليمه نفسه للشرطة منتصف شهر مارس.2018 وخص أنصار حزب العدالة والتنمية بعين تاوجطات والحاجبومكناس، عضو حزبهم المفرج عنه، وهو أحد أكبر أعيان المنطقة، باستقبال كبير وحار، حيث انطلقت قافلة من السيارات من أمام باب سجن “تولال” بضواحي مكناس، صوب مقر إقامته بمدينة عين تاوجطات، حيث وجدت قافلة السيارات التي كسرت منبهاتها هدوء ليلة باردة، حشدا كبيرا من الناس ينتظرون وصول الرئيس السابق لمدينتهم، والذي تسبب اعتقاله وإدانته بثلاث سنوات سجنا نافدا، في خلافات كبيرة بين عائلته مساندين بأنصاره، وبين قيادة “حزب المصباح”، حيث اتهموها بعدم دعمه في محنته، وذلك عقب الخروج الإعلامي الأخير لعبد الإله بنكيران، حين شكك في براءة حوسى عزيزي، مشددا على أن الحزب لا يدعم من أخطأ من أعضائه، وهو ما جر على بنكيران موجة غضب عارم من قبل عائلة حوسى عزيزي وأنصاره بإقليمي الحاجبومكناس، وحجتهم أن الرئيس المعزول لجماعة عين تاوجطات أدى ضريبة محاربته لفساد شركة النظافة بمدينته وعدم احترامها لدفتر التحملات الخاص بالصفقات العمومية. وعلمت “أخبار اليوم” من مصدر قريب من الموضوع، أن مغادرة عضو “البيجدي” السجن، جاء خلال أولى جلسات محاكمته ضمن الجولة الثانية بالغرفة الجنحية الاستئنافية بمكناس، جرت أطوارها ظهر يوم أول أمس الخميس، حيث قدمت شركة النظافة “أوزون”، صاحبة صفقة التدبير المفوض لقطاع النظافة بالجماعة الحضرية لعين تاوجطات، (قدمت) عن طريق محاميها للمحكمة، تنازلها عن الشكاية التي تسببت في اعتقال الرئيس المعزول للجماعة وإدانته ابتدائيا ب3 سنوات حبسا نافدة، بتهمة “جنح النصب وطلب تسلم فائدة من أجل تمكين شخص من الحصول على خدمة تمنحها السلطات العامة”، و”جنحة استغلال النفوذ”، وهي الأفعال المنصوص عليها في الفصلين 540 و243 من القانون الجنائي المغربي. وبخصوص أسباب تقديم شركة النظافة لتنازلها عن الشكاية، كشف محاميها، علي بوعيسرية في اتصال هاتفي أجرته معه “أخبار اليوم”، أن شخصيات وازنة داخل حزب رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، (رفض المحامي الكشف عن أسمائهم)، هم من تدخلوا لدى الرئيس المدير العام للشركة، عزيز البدراوي، حيث استعطفوه وطلبوا منه التنازل عن شكايته ضد عضوهم القابع بالسجن، وهو ما استجاب له مالك شركة النظافة “أوزون”، يقول محاميه، مشددا على عدم صحة ما شاع بخصوص تحقيق الشركة لمرادها من الشكاية، بعد نجاحها في إبعاد الرئيس المعزول للجماعة الحضرية لعين تاوجطات، والذي واجهها باختلالات همت كناش التحملت لصفقة التدبير المفوض لقطاع النظافة بالمدينة، مضيفا أن المحكمة اقتنعت ابتدائيا بالأفعال الإجرامية المنسوبة للرئيس المعزول، والذي حاول ابتزاز الشركة بعد أن ضبطته معية ابنه المتابع في نفس القضية، بإحداث شركة للنظافة استغلت اسم شركة “أوزون” للحصول على صفقات لدى شركات صناعية بمدينة عين تاوجطات، مضيفا أن الشركة لا علاقة لها بعزل الرئيس وانتخاب رئيس جديد بدلا عنه، لأن وزارة الداخلية هي من قامت بعزله طبقا للقانون، وذلك بعد أن تعطلت مصالح الجماعة لأزيد من ستة أشهر، يورد محامي الشركة علي بوعيسرية. من جهته، علق الأستاذ مولاي حفيظ الإسماعيلي، محامي عضو “البيجدي” المفرج عنه في تصريح خص به “أخبار اليوم”، أن الدفاع ركز في ملتمس السراح الذي قدمه بجلسة يوم أول أمس الخميس بالغرفة الجنحية الاستئنافية بمكناس، على غياب موجبات الاعتقال وعدم توفر حالة التلبس في التهم التي أدين من أجلها ابتدائيا رئيس جماعة عين تاوجطات المعزول، حوسى عزيزي، مما جعل المحكمة، بحسب المحامي مولاي حفيظ الإسماعيلي، تتجاوب مع ملتمس السراح المؤقت لاعتبارات قانونية وواقعية، إضافة إلى تنازل الطرف المدني عن شكايته. وأضاف نفس المحامي، أن دفاع حوسى العزيزي، يُحضر لمعركة قانونية مع النيابة العامة، عند إعادة نشر وقائع وحيثيات هذه القضية بجلسة ال14 من شهر مارس المقبل، لإثبات براءة المتهم الذي سيمثل أمام المحكمة في حالة سراح، معية نجله الأكبر سفيان العزيزي، والذي توبع منذ البداية في حالة سراح، وأدانته المحكمة ابتدائيا ب6 أشهر موقوفة التنفيذ، بجنحة “النصب واستعمال اسم تجاري على وجه التدليس”، وهي الأفعال المنصوص عليها في الفصل 540 من القانون الجنائي، والمادة 226 من قانون الملكية الصناعية رقم 97/71، تورد مصادر “أخبار اليوم”.