تبدأ، غدا الاثنين، جلسات استئناف الحكم، الصادر ضد المدون، سفيان نكاد، المعتقل على خلفية احتجاجات مقتل حياة بلقاسم “شهيدة الهجرة”، في حادث إطلاق نار على قارب لمهاجرين سريين، حيث سبق أن أدانته المحكمة الابتدائية في تطوان، قبل 5 أشهر، بالسجن سنتين نافذتين، وغرامة 20 ألف درهم. وتمت متابعة نكاد، في أكتوبر الماضي، حسب ما كشفه دفاعه، سابقا، بسبب “نشر تدوينة على موقع فايسبوك” تدعو جماهير فريق المغرب التطواني لكرة القدم إلى التظاهر احتجاجا على الحادث، بمناسبة مباراة للبطولة المحلية، أقيمت يوم 30 شتنبر الماضي، إذ وجهت إليه تهم “التحريض على العصيان المدني”، و”إهانة علم المملكة، و”نشر الكراهية”. وكانت احتجاجات في مدينة تطوان قد اندلعت عقب حادث إطلاق النار، الذي أسقط بلقاسم قتيلة، وأصيب آخرون من ركاب القارب نفسه بجروح نقلوا على إثرها إلى المستشفى. ومن جهته، كشف والد الشّابة حياة بلقاسم، التي لفظت أنفاسها الأخيرة برصاص وحدة من البحرية الملكية، لموقع “اليوم24″، أن ابنته البكر (20 سنة)، أصيبت في ثلاثة مواضع في جسمها. وأوضح والد “شهيدة الحريڭ”، أن الشّابة حياة، التي كانت تتابع دراستها في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان، وأزهقت روحها، بينما كانت تحاول الهجرة إلى أوربا، أصيبت على مستوى بطنها، ورأسها، ووجهها كذلك. وأبرز المتحدّث أن ابنته حياة اضطرت إلى التوقف عن الدراسة لفترة، لأن أسرتها لم تكن تستطيع تحمل نفقات تعليمها الجامعي، واشتغلت في معمل إلى جانب والدتها، لإن عمله غير مستقرٌّ، إذ غالباً يكون عاطلاً. وكشف مصدر عسكري أن المهاجرين، الذين جرحوا برصاص البحرية على زورق سريع (غو فاست) قبالة السواحل، “كانوا مختبئين تحت غطاء”. وأفاد المصدر نفسه أن الزورق، الذي رصدته سفينة مراقبة اتخذ “موقفا عدوانيا”، وقام “بمناورات خطيرة، وصلت إلى حد افتعال اصطدام تم تجنبه في اللحظة الأخيرة”. وتابع المصدر العسكري أن مناورات الزورق، الذي “لم تعرف هويته” جعلته “في مرمى نيران” سفينة المراقبة المغربية “ما أدى إلى جرح بعض ركابه”. وأشار المصدر ذاته إلى أن اثنين من خفر السواحل أطلقا النار لأن زوارق “غو فاست” المزودة بمحركات قوية “تستخدم لتهريب المخدرات”، ولأنهما “لم يريا المهاجرين السريين، الذين كانوا مختبئين تحت غطاء”، وقال إنه “حادث مؤسف”.