بعد أزيد من ثمانية أشهر من عزله من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بسبب خطبة جمعة حول التجارة والاحتكار، قال مصطفى الموهري، خطيب مسجد "إبراهيم الخليل"، في مدينة سلا إن موضوع الخطبة كان عاديا، بينما رأته الوزارة مسيسا، بسبب تزامنه مع حملة “المقاطعة”، خرج الوزير أحمد التوفيق لتوضيح خلفيات القرار، الذي اتخذته وزارته في حق الخطيب. وقال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في جوابه عن سؤال كتابي، وجهه إليه المستشار البرلماني نبيل الأندلسي عن حزب العدالة والتنمية، إن “الخطيب لم يكن ملتزما بأدبيات مهمة الخطابة، حيث كان يوظف المنبر للزج بخطبه في أمور تتنافى وطبيعة المهام الموكولة إليه، مخالفا بذلك مقتضيات الظهير الشريف في شأن تنظيم مهام القيمين الدينيين، وتحديد وضعياتهم، ومقاصد دليل الإمام، والخطيب والواعظ، مما يفقد خطبه الرزانة، والحكمة المطلوبين في خطباء الجمعة”. وأضاف التوفيق أن الوزارة سبق لها أن استفسرت الموهري بخصوص حالات سابقة “اعتذر عنها، والتزم بعدم تكرارها، دون الوفاء بالتزاماته”. يذكر أن الموهري سبق أن قص في حوار مطول مع “اليوم 24” تفاصيل "جمعة العزل"، حيث ألقى آخر خطبة، وقال إنه "في الحقيقة لم يقع أي شيء، أنا خطيب منذ خمسة وعشرين سنة، ولم يسبق لي أن حدثت لي أي هزة"، معتبرا أن الخطبة، التي أثارت كل الجدل، وتسببت في إنهاء مسيرته خطيبا على منابر سلا كانت عادية تحت عنوان "أخلاقيات التجارة". وعن مضمون الخطبة، يشير الموهري إلى أنها "خطبة كلها تعتمد على ما قاله الله ورسول الله، ودليل الخطبة أنها لم تتحدث عن المقاطعة وهو ما يشهد به المصلون، الذين استغربوا هذا الضجيج". وبعد القرار، الذي بموجبه انتهى مساره خطيبا على منابر سلا، يوجه الموهري أصابع الاتهام إلى ممثل السلطة في الحي، الذي يضم المسجد، حيث ألقى خطبته المثيرة للجدل، وقال إنه "ربما جاءت من مقدم الحي الذي قرأ قراءته الخاصة وألصق التهمة". ومباشرة بعد خطبة "أخلاقيات التجارة" تلقى الموهري اتصالا مفاجئا من مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في سلا، الذي قال له إن الوزارة وصلها أنه تكلم عن "المقاطعة" في خطبته، وهو ما ينفيه الموهري بدليل نسخ خطبته، التي وجهت إلى الوزارة، وإلى عدد من العلماء، الذين اعتبروها خطبة عادية. وعن اختيار الموضوع، قال الموهري إنه دأب عن الحديث عن الاحتكار، أسابيع قليلة قبل حلول شهر رمضان، وتكلم، فعليا، بعدها في خطبته الثانية عن محتكري السلع في رمضان. يذكر أن الخطبة المثيرة للجدل، التي ألقاها الموهري، يوم الجمعة 4 من شهر ماي الماضي، تزامنت مع حملة “المقاطعة”، التي انخرط فيها جزء من المغاربة، والتي همت مقاطعة ثلاثة منتجات استهلاكية، مياه “سيدي علي”، ومحروقات “إفريقيا”، ومنتجات “دانون”.