كشفت معطيات جديدة أن جزءا مهما من الدعم اللوجستيكي الإسباني المقدم إلى السلطات المغربية من أجل مواجهة تحديات أكبر أزمة للهجرة السرية في القرن الحالي، وصل إلى ميناء طنجة. المعطيات ذاتها أوضحت أن أغلبية المركبات الأمنية، ال75 التي منحتها إسبانيا للمغرب، نقلت إلى ميناء طنجة المتوسط، بعدما كانت مركونة خلال 45 يوما في ميناء الجزيرة الخضراء. المصادر الإسبانية أشارت إلى أن المركبات الأمنية التي حصل عليها المغرب هي من نوع “طويوطا”، وأن نقلها في 23 و24 من الشهر المنصرم إلى المغرب جاء بعد استكمال كل الإجراءات البيروقراطية الضرورية، حيث من المنتظر أن توزعها وزارة الداخلية المغربية وفق المناطق الساحلية التي تعاني من ضغط الهجرة. هذا الدعم الاستثنائي للمغرب يأتي في إطار الدعم اللوجستيكي، الذي وافقت الحكومة الإسبانية على منحه للمغرب والسنغال وموريتانيا، والمتمثل في 108 عربات رباعية الدفع من مختلف الأنواع، وآليات معلوماتية من أجل مساعدة هذه البلدان لتعزيز المراقبة على الهجرة السرية في البوابة الغربية للمتوسط، والمحيط الأطلسي. المغرب استأثر بحصة الأسد، إذ استلم 75 مركبة تبلغ قيمة كل واحدة منها 34 مليون سنتيم، فيما تبلغ قيمتها الإجمالية 2.55 مليون يورو. وزارة الداخلية الإسبانية قالت إن هذا الدعم وُجّه إلى الدول الثلاث لأنها تعاني من “عدم كفاية الوسائل المتخصصة لتنفيذ بعض الأنشطة […] لمكافحة الهجرة غير النظامية”. كما تعتقد أن الدعم له دور فعال لوقف تدفقات الهجرة على الحدود الإسبانية. وتسعى الحكومة الإسبانية من خلال هذا الدعم اللوجستيكي، بالإضافة إلى الدعم المالي الأوروبي المقدر ب140 مليون أورو، إلى تخفيف الهجرة السرية انطلاقا من السواحل المغربية ب50 في المائة مقارنة مع الأرقام المسجلة السنة الماضية. وتسجل أرقام وزارة الداخلية الإسبانية وصول 64298 مهاجرا سريا انطلاقا من السواحل المغربية والجزائرية إلى إسبانيا، بما في ذلك 8000 مهاجر الذين وصلوا إلى الثغرين المحتلين. كما أن الحكومة الإسبانية تتجه إلى تقليص هامش تحركات سفن وقوارب الإنقاذ التابعة لها في البحر الأبيض المتوسط، وحصر نشاطاتها في المياه الإقليمية الإسبانية، على عكس السنة الماضية التي عرفت إنقاذ مهاجرين في المياه الدولية للمتوسط، مما فرض استقبالهم في الموانئ الإسبانية بعد رفضهم من مختلف الموانئ الأوروبية، لا سيما الإيطالية.