بعدما تم الإعلان في وقت سابق عن انتشار مرض الحمى القلاعية في عدد من المدن، تمكنت المصالح المعنية من القضاء على هذا المرض، مع القيام بتدابير لقطع الطريق أمام عودته. وقد ظهر هذا الفيروس المعدي بالنسبة للحيوانات وخاصة الأبقار، في ست بؤر تم اكتشافها مطلع يناير الجاري، ويتعلق الأمر بأربع ضيعات بكل من إقليمي الفقيه بن صالح وخريبكة، وضيعة بإقليم سيدي بنور، إضافة إلى ضيعة بإقليم طنجة. فريد العمراوي، رئيس قسم الصحة الحيوانية بالمكتب الوطني للسلامة الصحية، قال ل”اليوم24″، إنه، لحد الساعة، تم إتلاف 156 بقرة، و570 رأسا من الأغنام، و50 من الماعز. وسيتم تعويض أصحاب الضيعات المعنيين بالموضوع حسب القانون، الذي قد يصل إلى حوالي 25 ألف درهم، في المجمل، حسب مجموعة من المعايير. وعن مصدر المرض، سجّل العمراوي أنه غير معروف لحد الساعة، وأن تحريات المكتب مستمرة لحد الساعة. المكتب الوطني للسلامة الصحية، أعلن في بلاغ له، عن نجاح التدابير الصحية المتخذة في القضاء نهائيا على هذا المرض، مع إتلاف الأبقار المصابة، بالإضافة إلى إتلاف الحيوانات الأخرى المعرضة لخطر العدوى بشكل سريع، كالأغنام والماعز بالضيعات المعنية كإجراء احترازي. وتم، استنادا إلى ذات المصدر، تنظيف وتطهير الضيعات المصابة بمواد مطهرة، واحترام تدابير السلامة البيولوجية لدخول وخروج الأشخاص والمعدات من الضيعات المعنية، ثم تعزيز المراقبة الصحية بالمناطق المصابة وعلى الصعيد الوطني، وتلقيح الأبقار حول البؤر المصابة بالمرض. انتشار هذا المرض الذي ينتقل عبر الهواء أو الاتصال بين الحيوانات، ولا يصيب الإنسان، استنفر مصالح مكتب سلامة المنتجات الغذائية للقيام بحملة وطنية تذكيرية، منذ بداية العام الجاري، لتلقيح الأبقار في المناطق الحدودية والأقاليم التي انتشر فيها المرض، في أفق تعميمها على مجموع القطيع الوطني للأبقار. من جهة ثانية، أوضح بوعزة الخراطي، في حديث مع “اليوم24″، أن الفيروس لا ينتقل إلى الإنسان إلا في حالات نادرة جدا تم تسجيلها حول العالم، وتظهر أعراضه على الأبقار بانقطاع إنتاج الحليب أولا، ثم ظهور بعض القروح على مستوى الفم واللسان والأرجل، وارتفاع الحرارة، وتحول لحم الحيوان المصاب إلى الأحمر. وبالتالي، يتم حجز هذه المواشي في المجازر، وتقتل تلك المواشي. وبعدما ظهر المرض أولا في الفقيه بنصالح، بأولاد زيان، انتقل إلى واد زم، بعدما اشترى أحد الفلاحين مواش من المنطقة التي انتشر بها المرض. ويوضح الخراطي بهذا الخصوص أن ظهور المرض في البؤرة الأولى، يعجل بظهور بعض الحالات الأخرى، نظرا لتأخر التدخل العاجل، أو ما يعرف ب”الحزام الوقائي” المحدد قانونيا.