يعيش المزارعون والمهنيون الفاعلون في قطاع الحبوب في المغرب حالة من التوجس، فهم ليسوا كبعض المتخصصين في قطاعات فلاحية أخرى، أي أن كم التساقطات التي كانت في مطلع الموسم الفلاحي 2018 / 2019 لا تكفهم. وبذلك فإن هؤلاء المزارعين في حالة انتظار للألطاف الإلهية، حتى يُنقذ موسمهم الفلاحي الجاري، وهو معطى وواقع يعيشونه بعد موسمين فلاحيين كانا في ظروف جيدة من حيث الإنتاج. وقال محمد إبراهيمي أحد الفاعلين في قطاع الحبوب في منطقة برشيد، إن كل المنتجين في حالة ترقب، وهو الأمر المرتبط طبعا بمنطقة الشاوية ما دام محدثنا فاعلا فيها، وهو الأمر الذي يمكن تعميمه ليشمل كافة مناطق المغرب الفلاحية، والتي تعيش نفس الظروف الجوية، فمعظم مناطق البلاد شهدت تساقطات مطرية منتظمة وغزيرة قبل شهور قليلة، وإن كان الأمر متفاوتا بين جهة وأخرى، إلا أن انقطاع الأمطار منذ الأسابيع المطيرة في بداية العام الفلاحي الجاري، يضع نتائج هذه الفئة من الفلاحين، في مهب الريح، ما لم تستدرك بتساقطات مطرية في المنظور القريب. ويعتقد الفاعل في إنتاج الحبوب، أنه ليس من الممكن حتى الآن الحديث عن ضياع الموسم الفلاحي، لأن منتجي الحبوب أمامهم وقت إضافي قليل، يأملون فيه سقوط ما يكفي من الأمطار، لعلهم بذلك يخرجون من الحسابات الضيقة، والبدء في إحصاء ما يضيع من استثمارات الإنتاج. لكن إن شهدت البلاد تساقطات مطرية منتظمة بدءا من الأيام القليلة المقبلة إلى حدود شهر مارس، فإن النتائج لن تكون مذهلة، لكنها ستكون عادية على الأقل، حسب محدثنا الذي يشدد على أن منطقة الشاوية التي تعد واحدة من أهم المناطق الفلاحية في المغرب، لم تعد آبارها محتوية على خزان مهم من المياه، والسبب في ذلك يعود إلى التزاحم مع نظراء هؤلاء من الفلاحين العاملين في المنتجات التي تستهلك أحجاما كبيرة من المياه الجوفية، كمنتجي البطيخ مثلا، حسب المُصرّح. وبالرغم من أن إنتاج الحبوب كان جيدا خلال الموسمين الماضيين، إلا أن منتجيه لم يُوفقوا في تصديره بالحجم الكافي نحو الخارج، وليس هذا فحسب، بل قال المتحدث، إن المزارعين لم يجدوا أسواقا محلية تفتح أبوابها أمام منتجاتهم، إذ شدد على أن واردات المغرب من الحبوب لم تمكنهم من بيع ما يكفي من محاصيلهم القوية، في غياب لكل حماية يمكن توفيرها للمزارعين في القطاع حسب ذات الفاعل، خاصة أن موسم 2017 / 2018 الفلاحي سجل أرقاما قوية جدا في حجم المحاصيل في مختلف أنواع الحبوب. الجدير ذكره بعد كل هذه المعطيات، أن القطاع الفلاحي الذي عرف في السنين القليلة الماضية هطول أمطار منتظمة، ما جعل القطاع ينهي مواسمه بنتائج ممتازة، لم يساهم رغم ذلك في رفع معدلات نمو الاقتصاد الوطني المغربي، ما يعيد طرح الأسئلة حول الخطوط الاستراتيجية الكبرى للبلاد في القطاع الفلاحي.