عكس ما أعلنته إدارة السجن المحلي في رأس الماء في فاس، في بلاغ سابق لها، أكدت هيأة دفاع عمر محب، عضو جماعة العدل والإحسان، المعتقل على ذمة ملف جنائي، أن الوضعية الصحية لهذا الأخير “حرجة نتيجة تفاقم الأمراض المزمنة، التي أصابته بعد سجنه، والتي تفاقمت حدتها، خلال الأشهر الأخيرة”. وفيما استنكرت التعاطي السلبي للإدارة مع الحالة الصحية المقلقة لموكلها، أوضحت هيأة دفاع محب، التي قامت بزيارته في السجن المحلي رأس الماء في فاس، زوال أمس الثلاثاء، أن هذا الأخير حضر إلى قاعة التخابر مع دفاعه، وهو في حالة صحية سيئة “إذ كان يرتجف، كما يعاني أرقا مزمنا لم يذق معه النوم لعدة أيام متوالية، ويشكو من آلام حادة فى الرأس”. وأفادت هيأة دفاع عمر محب، في بلاغ عن الزيارة، أن موكلها أخبرها أنه “زار الطبيب المعالج بتاريخ 7 شتنبر 2018، وطلب هذا الأخير من ممثل الإدارة ضرورة خضوع محب للفحوصات الطبية المستعجلة، خصوصا على مستوى الرأس، بواسطة أجهزة الرنين المغناطيسي “IRM”، وأن هذه الفحوصات ضرورية لتشخيص الداء، الذي يعانيه، والتمكن من وصف الدواء المناسب له، وهذا ما لم يتم القيام به إلى حدود الساعة”. وعبرت الهيأة ذاتها عن انزعاجها مما اعتبرته “خرقا فظيعا للقواعد القانونية، المنظمة لحقوق السجناء في المؤسسات السجنية، انطلاقا من المادة التاسعة من المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء، والمادة 25 من القواعد النموذجية الدنيا للسجناء، وحملت الجهات المعنية، المسؤولية الكاملة عن المخاطر، التي تهدد حياة عمر محب، نتيجة ما وصفته ب”الإهمال الجسيم”. يذكر أن إدارة سجن رأس الماء في فاس نفت ما أعلنته زوجة عمر محب بكون زوجها يعاني الإهمال الصحي بالسجن، موضحة أن هذه الأخيرة لجأت إلى هذا الأسلوب من أجل الضغط على إدارة المؤسسة، بعد أن سبق لها أن رفضت الخضوع لإجراءات التفتيش، خلال زيارتها لزوجها، في تاريخ 02 يناير 2019، وهي الإجراءات المطبقة على كافة زوار المؤسسة السجنية من دون استثناء. وأفادت إدارة السجن أن محب يحظى بالرعاية اللازمة، ويستفيد من الفحوصات الطبية كلما تطلبت حالته الصحية ذلك، مشيرة إلى أن عدد الفحوصات، التي أجريت له في المؤسسة، بلغ عددها 121 فحصا، كان آخرها بتاريخ 15/01/2019، و43 فحصا في المستشفى الخارجي في عدة تخصصات، في حين بلغت التحليلات الطبية، التي أجريت له 35 تحليلا، علما أن له مواعيد طبية أخرى، سيتم إخراجه خلالها إلى المستشفى الخارجي للاستفادة منها. وفي السياق ذاته، أوضحت إدارة المؤسسة أن عمر محب لم يسبق له أن تعرض لأي اعتداء من طرف موظفي المؤسسة، و”سبق له أن رفض الخروج إلى المستشفى العمومي، بعد رفضه ارتداء البذلة المخصصة للسجناء المستفيدين من التطبيب خارج المؤسسة السجنية”.