لازالت حملة التشهير بالقيادية بحزب العدالة والتنمية أمينة ماء العينين، مستمرة. فبعد التصريحات التي صدرت عن أحد المحامين، والتي قال إن القيادية بالحزب الحاكم تنزع الحجاب خارج المغرب وتسبح بملابس السباحة، انتشرت، مساء أول أمس، صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تُنسب إلى ماء العينين، وهي دون حجاب في العاصمة الفرنسية باريس. ماء العينين، ومباشرة بعد انتشار الصورة والهجوم الذي قادته بعض المواقع عليها، خرجت لتؤكد أن صندوق بريدها يتلقى صورا وصفتها ب”المفبركة” منذ مدة، حتى إنها وصلت منذ أشهر إلى وزراء وبعض أعضاء الأمانة العامة للحزب، بهدف اغتيالها معنويا وتدميرها سياسيا. وتوعدت البرلمانية، عن حزب المصباح، بمقاضاة كل من يتداول هذه الصور، والتي تهدف إلى التشهير والإساءة لها بوسائل وصفتها ب”القذرة”. حملة التشهير التي تستهدف ماء العنين، والتي لم تكن الأولى من نوعها، لقيت استهجان واستنكار عدد من الوجوه اليسارية والإسلامية، والذين أعلنوا تضامنهم مع هذه الأخيرة، حيث كتبت لطيفة البوحسيني، الناشطة الحقوقية واليسارية، إن “ما تتعرض له أمينة ماء العينين من محاولة بئيسة ومنحطة وبليدة لتشويه سمعتها، يعود إلى جرأتها في التعبير عن مواقفها، واضطلاعها بمهامها الحزبية والسياسية”. بدوره، عبر عزيز أدمين، رئيس مركز الشباب للحقوق والحريات، عن تضامنه مع ماء العينين، مؤكدا “أننا وصلنا إلى مستوى منحط في الأخلاق والأخلاقيات، وانحدرنا نحو مستوى النذالة والحقارة والسفاهة”. وفي هذا الإطار، قال المعطي منجيب، الحقوقي والمؤرخ المغربي، “إن سياسة التشهير ينهجها المخزن لتشويه سمعة عدد من الأشخاص الذين يعبرون عن آراء ومواقف معارضة لسياسة الدولة، والتي تصبح مزعجة له عندما يصل إلى مرحلة الاحتباس السياسي”، مضيفا أن السلطة ” تلتجأ دائما إلى الملفات الأخلاقية المتعلقة بالجسد والجنس، أو التي لها علاقة بالمال أو الوطنية، وهي القضايا التي قد تقتل ذلك الشخص معنويا لأن المغاربة يقولون السمعة من زجاج إذا انكسرت لن تعود”، يقول منجيب. المؤرخ المغربي أكد في حديثه ل”أخبار اليوم” أن الهدف من عمليات التشهير، هو إخافة ذلك الشخص والضغط عليه لكي يصمت أو يُستقطب إلى صفهم، وتابع أن “هناك عددا من الشخصيات التي كانت معروفة بمواقفها القوية، لكن بعد عملية التشهير وفبركة ملفات لزموا الصمت وتراجعوا إلى الوراء”. مشيرا إلى أن “مدبري هذه الملفات ينتقون الأشخاص ولا يُكثرون من المستهدفين حتى لا تفقد تلك الملفات مصداقيتها”، مردفا أن عملية التشهير زادت حدتها بعد سنة 2011 ولم تعد تقتصر فقط، على الرجال، بل أصبحت تستهدف حتى النساء. من جانبه، عبرت ابتسام عزاوي، البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، تضامنها مع زميلتها ماء العينين، إثر ما اعتبرته “حملة إعلامية شرسة عليها”، وأوضحت أن “المنتخبين والمسؤولين يجب محاسبتهم صحيح، لكن بالاحتكام إلى أدائهم ونتائجهم، ومدى وفائهم بالعهود والبرامج، وليس على أساس حياتهم الشخصية”، بينما اعتبرت حفيظة فرفاشي، القيادية البارزة في القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان، أن “ما تتعرض له أمينة ماء العينين من تشهير مجاني، ومساس خطير بشخصها، وعنف ممارس في حقها، من طرف من يدعون الحداثة ويدعون إلى الحرية الفردية”، مشيرة إلى أن “حملات التشويه التي تتعرض لها النساء خلال بروزهن في الحياة السياسية، هي قتل رمزي تجعل أي امرأة كيفما كانت توجهاتها وقناعاتها الفكرية والسياسية، تفكر ألف مرة قبل المشاركة في الشأن العام”. هذا، وعبر عدد من أعضاء الحزب العدالة والتنمية عن تضامنهم مع زميلتهم في الحزب، معتبرين أن حملة “التشهير”، التي تتعرض لها منذ أسابيع سببها مواقفها القوية، كما عبّروا عن رفضهم التام لاقتحام الحياة الخاصة لماء العينين.