مع احترامي لكل الذين تحركت أناملهم لكتابة عبارات تضامن مع السيدة ماء العينين، بسبب ما تتعرض له من حملة ممنهجة تستهدف ما يعتقدون أنه مس بسمعتها كامرأة، وكأم، وكسياسية، مقدرا المشاعرالمختلفة التي حركتهم، سواء كانت خلفياتها أخلاقية أو حزبية أو شخصية، وجدت أن الأمر لا يستحق كل هذه الضجة الإعلامية المفتعلة، والتي لا أشك، ولو لحظة، أن الغرض منها هو #الإلهاااء، والتغطية عن #الاستحقاقات_الجوهرية_لشعبنا. وعليه أقول لأولئك الذين ينشرون صورها، في أوضاع مختلفة وبألبسة مختلفة، معتبرين ذلك يعبر عن ازدواجية في شخصيتها، ونفاق في سلوكياتها؛ أن معرفتكم بهذه السيدة، وبالحزب الذي تنتمي إليه في حاجة إلى تحيين ومراجعة كبيرة، حتى تكون معرفة مبنية على ما هو واقع، لا على ما هو مفترض ونمطي وجاهز. وعليه وخلافا لهؤلاء واولئك أجد نفسي في حل من أي تضامن أو تحامل على ماء العينين وذلك للأساب التالية: أولا: الواقع المتحقق أن هؤلاء “الإسلاميين”، لم يعودوا إسلاميين، إنهم اليوم مجرد مسلمين عاديين، أقرب إلى العلمانية في ممارسساتهم السياسية حاليا، وهذا تطور إيجابي علينا الدفع به إلى الحدود التي تسمح له التعبير عن نفسه بكل جرأة ووضوح على المستوى السياسي، وذلك من أجل #تحرير_السياسة_من_الإيديولوجيا ودفع الفاعلين السياسيين “الإسلاميين” إلى أن #يتصالحوا_مع_التاريخ_ومع_أنفسهم. ثانيا: بالنسبة للسيدة ماء العينين، فهي لم أعرف عنها يوما أنها تقدم نفسها، لا في حواراتها الخاصة ولا في خرجاتها العامة، صورة #المرأة_الإخوانية، بالمعنى الكاريكاتوري المتداول، بل تقدم نفسها كمغربية عادية جدا، ترتدي لباسا، هو ذاته الذي ترتديه العديد من السيدات المنخرطات في أحزاب مغربية أخرى، فالمتجبات نجدهن في حزب الاستقلال، وحزب الاتحاد، وفي اليسار الموحد، فضلا عن أحزاب الأحرار والحركة والبام… ولعل ما يميز ماء العينين هي أنها تعلن عن قناعاتها المختلفة المنتقدة للأدبيات الإخوانية التقليدية بمنتهى الحدة، وأحيانا السخرية.. ويمكن لأي مهتم أن يقوم بمراجعة بسيطة لمداخلاتها، سواء في المحاضرات أو المهرجانات، سيقف عند حقيقة أن السيدة لم تدع يوما لا إلى صلاة أو حجاب، بل كل كلامها يتمحور حول قضايا سياسية بلغة سياسية، لا تختلف عن عن لغة أية مناضلة يسارية مثلا. ثالثا: وبناء على ما سبق، وبعيدا عن النظرة الدونية التي ينظر بها عدد من الفاعلين، المحتقرة لعوام الناس، والتي تستبطن رغبة قوية في الحجر علي الشعب وفرض الوصاية على غلى الجمهور، تجدر الإشارة أن الشعب المغربي يتمتع بحس وذكاء سياسي، يفتقر إليه العديد من السياسيين المؤدلجين، “إسلاميين” و”حداثيين”، حيث نجد بعض هذا الشعب يقاطع اللعبة الانتخابية عن وعي، وبعضه الآخر شارك فيها عن وعي ايضا، والجزء الذي صوت من هذا البعض الأخير على مرشحي البيجيدي لم يصوت عليهم لأنهم دعوه إلى الصلاة والصيام والحجاب، بل لأنهم قدموا له وعدا قائما على أن “صوته فرصته للإصلاح”، وهو الشعب القادر على معاقبة هؤلاء، كما عاقب غيرهم سابقا، في حالة عدم وفائهم بالتزاماتهم السياسية معه، ومن هذه الجهة، لا خوف على هذا الشعب، من اي جهة أو شخص قد لا يحترم ذكاءه. رابعا: إن المواطن المغربي لا يهتم كثيرا، لمسألة اين يقضي السياسي حياته الخاصة، وكيف يمارس حرياته الشخصية، وطبيعة الألبسة التي يبدلها بحسب الزمان والمكان، بقدر ما يهتم لما قدمه له هذا السياسي ومالم يقدمه له، فكثيرا ما يفضل المغاربة رجلا متحللا من الكثير من الالتزامات الدينية على شخص آخر مشهود له بالتدين والمحافظة، بسبب أن الأول قوي وصادق ووفي لوعوده، كما يمكن أن يحدث العكس. وعليه فأن تكون الصور المتداولة للسيدة أمينة حقيقية، كما يدعي خصومها، أو، أن تكون مفبركة، كما يؤكد على ذلك العديد من أصدقائها، فذلك لن يؤثر في شيء على مسارها السياسي، فهي امرأة، لها حياتها الخاصة، التي لا شأن لأي كان بها، تلبس ما تريد، أينما تريد، وفي الكان الذي تريد، تتحجب متى تشاء، وتنزع هذا الحجاب متى تشاء، فلا الحجاب سيعطيها قيمة مضافة، ولا نزعه سينتقص منها شيئا، ألم تقرؤوا جيدا موقف السيد يتيم، وهو القيادي البارز، الذي لم يختر من النساء إلا واحدة غير محجبة، زوجة ثانية، مبررا ذلك أن لا علاقة للحجاب بالأخلاق. أيها الناس إن الإسلاميين يتطورون فدعوهم يتصالحون مع التاريخ ومع أنفسهم، وعليه فلا معنى للتضامن في هذا المقام مع السيدة ماء العينين.