تجددت الاشتباكات بين قوات الأمن التونسي ومحتجين، الثلاثاء، إثر انتحار مصور صحفي حرقا في مدينة القصرين في غرب البلاد. وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق عشرات من المحتجين الذين شيعوا جثمان الصحفي إلى مثواه الأخير، بحسب المصدر. ودارت مواجهات أمام مقر مبنى ولاية القصرين حيث التعزيزات الأمنية مكثفة. وكان وسط المدينة شهد حالة احتقان، ليل الاثنين، حين أشعل العشرات من المحتجين عجلات مطاطية وأغلقوا الطريق في حي النور وشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وردت عليهم الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق، الثلاثاء، إن ستة من عناصر الأمن أصيبوا بجروح طفيفة خلال مواجهات ليل الاثنين، مشيرا إلى توقيف تسعة أشخاص. وتوفي المصور الصحفي عبد الرزاق زُرقي بعد أن أضرم النار في نفسه مساء الاثنين احتجاجا على البطالة والأوضاع المتردية في منطقة القصرين. وقال الزرقي في شريط فيديو قبل وفاته: “من أجل أبناء القصرين الذين لا يملكون مورد رزق… اليوم سأقوم بثورة، سأضرم النار في نفسي”. وسادت المنطقة حالة من الهدوء صباح الثلاثاء، فيما تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا ومقطع فيديو يظهر تشييع الصحفي التونسي إلى مثواه الأخير.
والقصرين بين المدن الأولى التي اندلعت فيها الاحتجاجات الاجتماعية أواخر 2010 وقتلت قوات الشرطة خلالها محتجين قبل أن تتسع رقعة التظاهرات في تونس وتطيح بنظام الرئيس زين العابدين بن علي. وأعلنت النقابة الوطنية للصحافيين في بيان، الاثنين، أن “المصوّر الصحافي عبد الرزاق زرقي، توفي عقبَ إضرامه النار في جسده نتيجةَ ظروف اجتماعيّة قاسية وانسداد الأفق وانعدام الأمل” ملوحة بخطوات تصعيدية قد تصل للإضراب العام في القطاع. ورغم التقدم المحرز في الانتقال الديمقراطي بعد الإطاحة بنظام بن علي في 2011 والعودة إلى النمو بعد سنوات من الركود، تجد السلطات التونسية صعوبات في الاستجابة للتطلعات الاجتماعية للمواطنين. ويؤجج التضخم الذي يغذيه خصوصا تراجع قيمة الدينار والبطالة التي لازالت فوق 15 بالمئة، التململ الاجتماعي الذي أدى إلى أعمال شغب في يناير 2018 في العديد من المدن التونسية.