فقدت مظاهرات “السترات الصفراء” جزءا مهما من زخمها، السبت، بعدما خرج عدد قليل من المحتجين إلى شوارع باريس، وسط انقسام حول جدوى استمرار الحركة الاجتماعية الغاضبة التي اجتاحت فرنسا مؤخرا. في حين كشفت الشركة الفرنسية اعتقال 107 محتجا إلى حدود الساعة. وبحسب ما نقلت مراسلة “سكاي نيوز عربية”، فإن حركة “السترات الصفراء” شهدت انقساما بين مؤيد ورافض للاستمرار في الاحتجاج، وبدت أعداد المتظاهرين أقل بكثير مما كانت عليه خلال الأسبوع الماضي. وأطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، واعتقلت 107 شخصا من متظاهري “السترات الصفر” في العاصمة باريس وضواحيها. ويأتي انحسار الاحتجاجات في باريس بعدما وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤخرا، بإقرار حوافز مالية وضريبية لذوي الدخل المحدود في البلاد خلال العام المقبل. وجاءت خطوة ماكرون بعدما تراجعت الحكومة الفرنسية بصورة نهائية عن خطة لرفع الضريبة على المحروقات، لكن هذا القرار لم ينجح في تهدئة الغضب العارم الذي اجتاح الشارع. وتميزت حركة “السترات الصفراء” بطابعها العفوي وعدم صلتها بالأحزاب والنقابات والمنظمات التقليدية في البلاد، ويرى متابعون أنه اعتمدت بشكل أساسي على تعبئة شخصيات يسارية ويمينية متطرفة. لكن هذه الحركة الاجتماعية غير التقليدية خرجت للاحتجاج على أول رئيس فرنسي ينتخب من خارج الأحزاب المعروفة في البلاد. وتعالت خلال الآونة الأخيرة أصوات تطالب “السترات الصفر” بالكف عن الاحتجاجات، لاسيما أن البلاد تقبل على فترة أعياد الميلاد التي تنتعش فيها السياحة. فضلا عن ذلك، أثار هجوم ستراسبورغ الإرهابي، مؤخرا مخاوف أمنية، فيما قال المتظاهرون إن السلطات تحاول الاستفادة من الأحداث المؤلمة للتأثير على مسار الاحتجاج.