بعد مساهمته في عدد من الاكتشافات التي وجدت صدى لها على الصعيد الدولي، يستعد مرصد أوكيمدن، التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، لإطلاق مشروع فريد من نوعه، هو الأكبر من نوعه في العالم، إذا ما حظي بثقة الجمعية الدولية للسماء المظلمة. ويتعلق الأمر بمشروع “أطلس دارك سكاي”، وهو عبارة عن محمية نجمية تغطي منطقة كبيرة، بما في ذلك منتزه توبقال الوطني. وتعرف الرابطة الدولية للسماء المظلمة، هذا النوع من المحميات بأنها منطقة تتوفر على سماء مليئة بالنجوم ذات جودة استثنائية ومحمية لأغراض علمية أو تعليمية أو ثقافية أو لغرض الحفاظ على الطبيعة. يقول زهير بنخلدون، رئيس مرصد أوكيمدن، في حديث مع “أخبار اليوم”، إن المرصد يدعو السلطات المحلية، منذ 10 سنوات، لإيجاد حل لمشكل التلوث الضوئي. “وقررنا اليوم إنشاء هذه المحمية الضوئية التي من شأنها تقديم دفعة لمجال البحث العلمي، والحفاظ على الطبيعة وحماية الكائنات المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى إنعاش السياحة، وخلق فرص للتنمية بالنسبة للساكنة المحلية”. مسجلا أن العديد من الدراسات أظهرت تأثير تلوث الضوء على الصحة، والاقتصاد، وفاتورة الطاقة، بالإضافة إلى جودة سماء الليل. ولا يوجد في مختلف مناطق العالم سوى 12 مشروعا مماثلا للسماء المظلمة، مصادق عليها من الجمعية الدولية للسماء المظلمة (8 في أوروبا، و2 في أمريكا، وواحدة في إفريقيا ثم أخرى في أوقيانوسيا). ويبقى مشروع “Mont-Mégantic” بكندا، هو الأكبر من نوعه في العالم، إذ يبلغ قطره حوالي 50 كلم. لكن إذا تم قبول مشروع مرصد أوكيمدن، يوضح بنخلدون، فإن “محمية أطلس دارك سكاي الدولية المظلمة ستكون أول محمية في شمال إفريقيا والأكبر في العالم من حيث المساحة، ببلوغ قطرها حوالي 80 كلم”، مضيفا أن “المشروع ملتزم بمسؤوليته الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، إذ تهدف جامعة القاضي عياض، من خلال هذا المشروع، لتحفيز حركة التنمية المستدامة في أعقاب مؤتمر كوب22 المنعقد بمراكش، واستفادة جميع المواطنين في المنطقة من المزايا الاجتماعية والاقتصادية المتوقعة”. وساهم المرصد الفلكي أوكيمدن، في عدد من المشاريع العلمية البارزة. خلال العام الماضي، شارك في العمل الكبير الذي قام به باحثون من مختلف مناطق العالم، باكتشاف نجم بارد يبعد عن الأرض بحوالي 39 سنة ضوئية، تدور حوله سبعة كواكب ثلاثة منها صالحة للحياة. ثم عاد، قبل أشهر قليلة، لاكتشاف كويكب جديد، في مشروع مشترك وكالة “ناسا” الأمريكية، أطلق عليه اسم “YE52017″، مكوّن من جسمين، ويصل حجم كل جسم فيهما إلى 900 متر. خاصية هذا الكويكب، تتمثل في تقاطع مداره مع مدار كوكب الأرض. وتأسّس مرصد أوكيمدن سنة 2007، من طرف مجموعة من الخبراء المغاربة، على رأسهم مديره بنخلدون، الحاصل على أول دكتوراه دولة في الفيزياء الفلكية. ويتوفر المرصد على كل المعايير العلمية الضرورية، الشيء الذي مكنه من المشاركة في العديد من الأبحاث إلى جانب وكالة “ناسا”، وأكثر الباحثين خبرة في هذا المجال حول العالم.