بعد حوالي شهر على جلسة العمل التي ترأسها الملك محمد السادس، لتنزيل استراتيجية الطاقات المتجددة، قال عزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، إن الحكومة، بتعليمات ملكية، تتجه نحو توسيع دائرة الطاقات المتجددة، مع التركيز على إنتاج الطاقة من خلال النفايات. وسجّل الرباح، في تصريح ل“أخبار اليوم“ على هامش المؤتمر الدولي السادس للطاقة المتجددة والمستدامة، المنعقد بالرباط أمس الأربعاء، وإلى غاية السبت المقبل، أن هذا التوجه سيتم تعميمه على كافة المدن المغربية، مبرزا أن حجم الاستثمار في مجال الطاقة بين 2017 و2021 وصل إلى 130 مليار درهم. وحول المؤسسات التي حلت بالمغرب للاستثمار في هذا المجال، قال الرباح إن هناك تنوعا كبيرا، ومنافسة بين شركات من الصين وكوريا واليابان وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية وإسبانيا ومن دول الخليج، وحتى من المغرب. وسبق للملك محمد السادس أن اجتمع بسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، وبحضور المستشارين الملكيين، فؤاد عالي الهمة وياسر الزناكي، إضافة إلى وزير الاقتصاد والمالية، ووزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، والمديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، ورئيس مجلس إدارة الوكالة المغربية للطاقات المتجددة (مازن)، والمدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، لتنزيل مختلف المشاريع التي تدخل في إطار استراتيجية الطاقات المتجددة، ودعا إلى تجاوز الهدف الحالي ل52 في المائة من المزيج الكهربائي الوطني في أفق 2030. الرباح قال إن المؤسسات المعنية، منكبة حاليا على دراسة مختلف المشاريع المرتبطة بالاستراتيجية، وسيتم الإعلان عنها قريبا. مضيفا أن المغرب أصبح ينتج بعض مكونات الطاقة، كالخلايا المستعملة في الألواح الشمسية، وانفتح أكثر على تشجيع البحث العلمي في هذا المجال. ويشارك حاليا في المؤتمر الدولي السادس للطاقة المتجددة والمستدامة، أزيد من 400 باحث من جميع أنحاء العالم، وسيعرض أكثر من أربعين خبيرا دوليا أحدث التطورات في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، كما سيعرض الباحثون أعمالهم البحثية أمام لجنة علمية محلفة، بعدما تم التأكد من أبحاثهم مسبقا، من قبل لجنة علمية دولية متخصصة. وتتمحور أشغال المؤتمر حول طاقة الريح، والطاقة الشمسية، والتكنولوجية الخضراء، والنجاعة الطاقية، وتخزين الطاقة، والشبكات الذكية. ويتمتع بالدعم التقني من طرف منظمتي “معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات“ و“الجمعية الدولية للطاقة الشمسية“، ويعتبره المنظمون بمثابة فرصة مهمة للأكاديميين المغاربة لتحسين جودة أعمالهم البحثية وإيجاد فرص للتعاون لإنشاء وتطوير مشاريع بحثية ذات قيمة مضافة عالية، وفرصة للصناعيين لإيجاد فرص للتعاون لإنشاء وتمويل المشاريع، وخاصة مع الحضور المكثف للشركات الوطنية والشركات المتعددة الجنسيات.