قال وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، عزيز الرباح، صبيحة اليوم الأربعاء: " إن التطور الذي تعرفه الطاقة بصفة عامة والطاقة المتجددة بصفة خاصة، يفرض أن تكون هناك مواكبة من حيث البحث العلمي، لإيجاد حلول مناسبة للتحديات التي تواجهها في عمليات: التعميم، التأقلم والتكيف، التخزين والتوزيع ". وتابع الرباح ضمن تصريحات خص بها جريدة أحداث أنفو، بمناسبة الافتتاح الرسمي للمؤتمر الدولي السادس للطاقة المتجددة والمستدامة بمدينة سلا: " إن الكهرباء في طريقها إلى أن تصبح بورصة عالمية، مما يستدعي العمل على الربط بين الدول ولذلك على الدول النامية أن تساهم في البحث العلمي لتحصل على نصيبها من الصناعة الطاقية حتى لا تفوت الفرصة كما فاتت في الصناعات السابقة ". وبالمناسبة ذاتها، أكد المسؤول الحكومي عن قطاع الطاقة بالمغرب، في كلمته الافتتاحية خلال مراسيم افتتاح المؤتمر، على أهمية النخب والكفاءات العلمية وقوة الموارد البشرية في قطاع البحث العلمي، وعبر عن استعداده لدعمها أكثر في المستقبل، لتطوير الصناعة الطاقية باعتبارها حقا للدول النامية. مشددا على ضرورة تعزيز وتطوير منظومة للبحث العلمي وتوظيفها في عملية إيجاد حلول للشبكة الكهربائية وللنظام الكهربائي ليتأقلم ويتكيف مع الطاقات المتجددة لكونها ثابتة لا يمكن أن تنتج على طول النهار، بالإضافة إلى إيجاد حلول للتحدي الأكبر والمتمثل في تخزين الطاقة المنتجة، مع تطوير الخدمات الذكية التي تساعد في مراقبة الشبكة الكهربائية والعمليات المحيطة بها. ومن جانبه، أكد عضو الإدارة الجماعية للوكالة المغربية للطاقة الشمسية (MASEN)، عبيد عمران، على أن المغرب قطع أشواطا جد مهمة في إطار تصور متكامل للنهوض بقطاع الطاقات المتجددة والمستدامة. وشدد عبيد عمران على ضرورة وضع نظرة متكاملة للقطاع، عن طريق التطوير الصناعي والبحث العلمي والابتكار بتوظيف الطاقات العلمية المتوفرة في المؤسسات التعليمية وبالجامعات المغربية لتعزيز الموقف الريادي للمغرب، مؤكدا على أن المؤتمر يتيح فرصة لمختلف الخبراء المغاربة والأجانب لتبادل الخبرات ولمواكبة مستجدات وتطورات وابتكارات قطاع الطاقة. وفي السياق ذاته، دعا عمدة مدينة فياريال، خوصي بنلوش فرنانديز، إلى العمل ضمن شراكات متعددة لإيجاد حلول ناجعة للتحديات المشتركة والمتعلقة بقطاع الطاقة، مشيرا إلى أن الأمور التي سيتم تغييرها ستصبح بمثابة فرص جديدة. واستعرض البروفيسور بمختبر أرغون الوطني بالولاياتالمتحدة، خليل أحمد، مختلف التقنيات المستعملة لصنع بطاريات تخزين الطاقة لدى الشركات الرائدة ك تيسلا وباناسونيك، مبرزا أهم الاختلافات بينها وأكبر التحديات التي تواجه البحث العلمي في إطاره عمله على لتحسين مردود البطاريات. وأورد الخبير في مجال تخزين الطاقة، تجارب كل من الصين، اليابان، الولاياتالمتحدة وألمانيا، باعتبارها الدول الرائدة في مجال الطاقات المتجددة، مبرزا المشاريع التي تعتمدها في صناعاتها المتعددة والتي تسعى من خلالها إلى تقليص تكلفة الطاقة وحماية البيئة. وأوضح خليل أحمد ضمن العرض ذاته، أن الطاقة ستتربع على عرش أكبر عشرة مشاكل تواجه الإنسانية في الخمسين سنة القادمة، معتبرا أن عملية التحول في اتجاه الطاقات المتجددة ستكون لها أثار ايجابية سواء على الاقتصاد أو البيئة. وشهد حفل انطلاق أشغال المؤتمر الدولي السادس للطاقة المتجددة والمستدامة IRSEC، توقيع عدة اتفاقيات شراكة تهم مجال الطاقة بحضور وزير الطاقة والمعادن، عزيز الرباح. وسيتناول المشاركون بالمؤتمر من خبراء ورواد قطاع الطاقات المتجددة والمستدامة، ضمن أشغال ست ورشات عمل مصحوبة بجلسات عامة، أهم المواضيع الراهنة بما في ذلك الطاقة الريحية، الطاقة الشمسية، التكنولوجية الخضراء، النجاعة الطاقية، تخزين الطاقة، الشبكات الذكية، بالإضافة إلى عرض أبرز الابتكارات التي تصب في اتجاه تحسين مردود وفعالية الشبكة الكهربائية، كما سيعرض أكثر من أربعون خبيرًا دوليًا أحدث التطورات في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، بجانب عرض الأعمال البحثية للعديد من الباحثين أمام لجنة علمية محلفة. ويعتبر هذا المؤتمر بمثابة فرصة هامة للأكاديميين المغاربة لتحسين جودة أعمالهم البحثية وإيجاد فرص للتعاون لإنشاء وتطوير مشاريع بحثية ذات قيمة مضافة على البحث العلمي، ويعتبر كذلك فرصة للصناعيين لإيجاد فرص للتعاون لإنشاء وتمويل المشاريع، وخاصة مع الحضور المكثف للشركات الوطنية والشركات المتعددة الجنسيات.