انطلقت، اليوم الاثنين بطنجة، فعاليات الدورة الخامسة للمؤتمر الدولي للطاقة المتجددة والمستدامة، بمشاركة ثلة من الباحثين والأساتذة الجامعيين المتخصصين في مجال الطاقة. ويهدف هذا المؤتمر، الذي تنظمه المدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط بشراكة مع هيئات ومنظمات وطنية ودولية، إلى خلق جسر للتواصل بين المتخصصين في هذا المجال من جميع أنحاء العالم، ومناقشة التحديات الكبرى والإنجازات العلمية والتكنولوجية في مجالات الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة. ويغطي المؤتمر عدة مواضع راهنة تتعلق، أساسا، بتكنولوجيا الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، ودعم الاعتماد على الطاقات الخضراء، والتحديات التي تفرضها التغيرات المناخية على قطاع الطاقة، بالإضافة إلى الحلول التكنولوجية التي توفرها الشبكات والنظم الطاقية الذكية. ويتضمن برنامج هذا المؤتمر العلمي، الذي تمتد فعالياته إلى غاية 7 دجنبر، مداخلات ومحاضرات يلقيها خبراء دوليون في مجال الطاقة، قادمين من جامعات ومراكز بحوث من الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا والصين وإسبانيا وشيلي والبرتغال وتركيا وجنوب إفريقيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والجزائر. كما خصص المنظمون حيزا هاما للحديث عن التجربة المغربية الرائدة في مجال الطاقات المتجددة، خاصة مشاريع الطاقة الشمسية والريحية، وإحداث الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن)، والاستراتيجية الوطنية الرامية إلى تغطية 52 في المائة من الحاجيات الطاقية للمملكة من موارد متجددة في أفق عام 2030. وفي هذا السياق، أكد مدير المدرسة الوطنية للمعلوماتية وتحليل النظم، محمد سعيدي، أن المؤتمر يشهد مشاركة حوالي 200 باحث قادمين من القارات الخامس، وهم من بين المتخصصين في مختلف مجالي الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة، وهما قطاعان يوجد بينهما ارتباط وثيق. وأضاف أن المؤتمر يشكل مناسبة للباحثين من مختلف الجامعات المغربية لتطوير التعاون مع الجامعات الأجنبية ومراكز البحوث الرائدة في مجال الطاقات المتجددة. وأشار إلى أن المشاركين سينكبون، على مدى 3 أيام، على دراسة مواضيع تتعلق بالتكنولوجيات الحديثة المستعملة في الطاقات المتجددة، من قبيل “بطاريات الليثيوم”، وتطوير مواد صناعة اللوحات الشمسية ومولدات الطاقة الريحية، و”الشبكة الكهربائية الذكية” التي تعتبر توجها جديدا يهتم بتطوير استدامة الشبكة الكهربائية عبر إدماج تكنولوجيا الاتصال والمعلومات. من جانبه، أبرز رئيس جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، حذيفة أمزيان، أن هذا المؤتمر يروم تبادل الخبرات والأفكار والأعمال العلمية حول مستقبل الطاقات المتجددة والمستدامة، موضحا أن المغرب كان سباقا على المستويين الإفريقي والعربي إلى استخدام هذا النوع من الطاقة والاستثمار فيه. بدوره، أوضح يوسف زاز، رئيس المؤتمر و رئيس الفضاء المتوسطي للتكنولوجيا والابتكار، أن الدورة الخامسة من المؤتمر شهدت نجاحا كبيرا، حيث تلقت اللجنة المنظمة أزيد من 400 مساهمة علمية لباحثين من 40 بلدا، فضلا عن المشاركة الفعلية لباحثين يمثلون 30 بلدا. وأكد أن هذا المؤتمر أصبح أهم ملتقى علمي بالقارة الإفريقية حول الطاقات المتجددة، بالنظر إلى عدد المنشورات العلمية الصادرة عنه، وإلى كونه يشكل فضاء للالتقاء وتبادل التجارب والبحوث بين المصنعين والأكاديميين والباحثين على مستوى العالم.