بعد مرور أسابيع دون اعتقال أي جهادي مغربي مشتبه فيه بإسبانيا، كشفت معطيات جديدة أن عناصر الشرطة القضائية المتخصصة في قضايا الإرهاب التابعة للأمن الوطني الإسباني، اعتقلت، يوم أول أمس الاثنين، في عملية أمنية واسعة، ثلاثة جهاديين مغاربة مشتبه فيهم موالين لجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، حسب بلاغ وزارة الداخلية الإسبانية. العملية الأخيرة أماطت اللثام عن مستجدين جديدين؛ أولا، عودة الجهاديين المغاربة بإسبانيا إلى مبايعة “القاعدة”، بعد أن كانوا منذ 2014 يلتحقون بالتنظيم الإرهابي “داعش”؛ ثانيا استعانتهم بالاتجار غير المشروع في الحشيش، من أجل تمويل سفرهم المحتمل إلى سوريا بعد ربط الاتصال بمقاتلين في مناطق نفوذ جبهة النصرة. المعطيات ذاتها، كشفت أن عناصر الأمن اعتقلت المشتبه به الرئيس والبالغ من العمر 46 عاما في منطقة “سيغونو” بفالينسيا”، مبرزة أنه كان يخطط للسفر إلى سوريا للقيام بالجهاد، إذ تحول إلى “مستهلك متعطش” للمحتويات الدعائية الجهادية، كما كان ينشر عبر حساباته المتعددة في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، العديد من المحتويات المتطرفة، بهدف استقطاب وتجنيد أكبر عدد من الأشخاص. علما أن العديد من التقارير الإسبانية حول الجهاديين المغاربة، تؤكد أن أغلب الموقوفين المغاربة يفضلون تجنيد أبناء جلدتهم قبل الأجانب. ويعتقد المحققون الإسبان أن المشتبه به الرئيس، كان يتواصل مع مقاتل في صفوف جبهة النصرة، والتي تحولت اليوم إلى جبهة فتح الشام بزعامة أبو محمد الجولاني، بحيث عبر له عن رغبته في الالتحاق بهم في سوريا. وأشاروا كذلك إلى أن عدد أصدقاء المغربي على أحد حساباته على الفايسبوك، انتقل من قلة قليلة إلى ما يفوق الألف. وهو الحساب الذي يقدم فيه معطيات خاطئة، مثلا أنه يعيش في مدينة الدارالبيضاء. وتكشف التحقيقات، كذلك، أن حياة المشتبه به الرئيس تغيرت رأسا على عقب منذ سنة. في البداية كان متزوجا من أرملة لديها ابنان. في الحقيقة هي أرملة مهرب غجري للحشيش قتل في عملية تصفية حسابات بين المافيات، عوضته رفقة طفليها في بيع الحشيش بالتقسيط في منطقة راكو دي لوركا. وبعد زواج المغربي بها، بدأ يتعاون معهم، إلى درجة أنه كان يروج كميات كبيرة، وفق ما كشفته مصادر مطلعة ل”إلموندو”.6