وسط الأزمة المغربية الجزائرية، بعد التجاهل الجزائري لدعوة الملك محمد السادس لفتح حوار مباشر، وصريح بين البلدين، وإعادة إحياء الاتحاد المغاربي، دخلت ليبيا على الخط، بدعم المقترح الجزائري، الداعي لعقد اجتماع عاجل لوزراء خارجية الدولة المغاربية. وأصدرت الخارجية الليبية، نهاية الأسبوع الماضي، بلاغا عبرت فيه عن دعمها لعقد الاجتماع الوزاري للاتحاد في أقرب الآجال، مضيفة أن “الأجوار الإيجابية، والعلاقات الثنائية المتميزة، القائمة، حاليا، ما بين دول الاتحاد، والتي عكستها التصريحات البناءة، وتقارب وجهات النظر حول مستقبل الاتحاد المغاربي، ستكون عاملا مهما في إنجاح الاجتماع الوزاري المرتقب”. وأشارت الخارجية الليبية إلى أنها تأمل في أن يتوصل الاجتماع المرتقب ل”خطوات متقدمة”، تسهم في “المضي قدما بمسيرة الاتحاد لتحقيق أهدافه في تعزيز، وتفعيل العمل المغاربي المشترك، خدمة لشعوب الاتحاد، وصولا إلى فضاء مغاربي موحد”. يذكر أنه على بعد أيام من مفاوضات جنيف حول الصحراء، التي ستضم المغرب، والجزائر، وموريتانيا، والبوليساريو، عبرت الخارجية المغربية عن أسفها لعدم تلقي المغرب "ردا رسميا" من الجزائر، على مبادرة الملك محمد السادس لتطبيع العلاقات بين البلدين، وخلق "آلية للحوار". وفي هذا السياق، تباحث ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، خلال الأسبوع الماضي، مع السفير الجزائري في الرباط، بشأن الرد الجزائري، قبل أن تصدر الخارجية بلاغا أعلنت فيه، أنها قامت بمبادرات عدة، "رسمية وغير رسمية"، على مدى عشرة أيام، قصد ربط الاتصال مع السلطات الجزائرية على مستوى وزاري"، لكن دون جدوى. وعوض أن ترد الجزائر، رسميا، عمدت إلى طلب عقد اجتماع سريع لمجلس وزراء دول المغرب العربي، المجمد أصلا منذ سنوات بسبب الخلافات بين الجارين. لكن الخارجية المغربية اعتبرت أن "الطلب الجزائري لا علاقة له بالمبادرة الملكية"، التي ترمي إلى بحث تطبيع العلاقات بين البلدين، "في إطار ثنائي صرف"، في حين طرحت الجزائر "إطار استئناف البناء الإقليمي".