حل سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، اليوم الاثنين، بالجزائر العاصمة، في زيارة رسمية تستمر يومين، يتباحث خلالها مع الجانب الجزائري سبل تطوير العلاقات المغربية الجزائرية على جميع الأصعدة. وعلم من مصدر بوزارة الخارجية،أن العثماني فضل أن ينطلق في تنفيذ أجندته الدبلوماسية بزيارة رسمية إلى الجزائر، إذ يأمل إعادة الدفء إلى العلاقات بين البلدين، بما تتيح الدخول في نوع من التطبيع الجزئي والتدريجي، قد يتوج بتطبيع كامل للعلاقات الثنائية، وفتح الحدود البرية، المغلقة من طرف الجزائر منذ أزيد من 18 سنة. وقال المصدر إن الهدف من الزيارة هو استكمال المشاورات بين الجانبين المغربي والجزائري، للدفع بالعلاقات إلى مستوى طموح الشعبين، وتطوير عمل وآليات اتحاد المغرب العربي، المجمد منذ سنوات. من جهته، قال مراد مدلسي، وزير الخارجية الجزائري، في تصريح لوسائل الإعلام، أمس الأحد، بالجزائر العاصمة، إن "إغلاق الحدود البرية بين الجزائر والمغرب لم يكن قرارا لا رجعة فيه"، وأن "المصالحة مع المغرب ستتعزز مع الحكومة الجديدة"، معلنا أن وزراء الخارجية المغاربيين سيجتمعون بالمغرب، في نهاية فبراير المقبل، للتباحث حول إمكانيات تفعيل اتحاد المغرب العربي. واعتبر مدلسي أن "اتحاد المغرب العربي يعد صرحا يستدعي تنظيما جديدا لعلاقاتنا، وتعديلا لبعض مؤسساتنا، فضلا عن استحداث آليات جديدة". في السياق نفسه، قال عمار بلاني، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية، في تصريح مماثل، أمس الأحد، بالعاصمة الجزائرية، إن زيارة وزير الخارجية المغربي "تندرج في إطار الديناميكية البناءة، التي التزم بها البلدان، من خلال تبادل الزيارات الوزارية، والتشاور من أجل تعزيز علاقات الأخوة والتعاون، التي تربط الشعبين الشقيقين"، مبرزا أن المباحثات ستنكب على بحث السبل والوسائل الكفيلة بإعادة دفع الاتحاد المغاربي، من خلال إعادة تنظيم بعض مؤسساته وآلياته، بغية تحقيق فاعلية أكثر. وتعد زيارة سعد العثماني للجزائر الأولى لوزير خارجية مغربي إلى الجزائر منذ سنة 1989، كما أنها الزيارة الرسمية الثانية للعثماني للخارج، بعد زيارته، رفقة كريم غلاب، رئيس مجلس النواب، لتمثيل المغرب في الاحتفال بذكرى الثورة التونسية.