بعد أن كشفت الصحيفة الأمريكية "People" عن خطوبة الممثل الأمريكي المشهور، جورج كلوني، والمحامية البريطانية، واللبنانية الأصل، أمل علم الدين، وبينما انشغلت وسائل الإعلام الأجنبية بالكشف عن هويتها وسيرتها المهنية، متسائلة كيف استطاعت أمل الدين أسر قلب الأعزب الشهير والجذاب، سلطت مواقع التواصل الاجتماعي الضوء على الحقيقة أن أمل علم الدين هي درزية، مثيرة مسألة الانتماء لهذه الديانة والانفتاح على غيرها. ومن خلال متابعة بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي، “فيسبوك”، ولا سيما تلك المختصة بشؤون الطائفة الدرزية، منها محلية وأخرى عالمية، لا يفوت القارئ حدة الخلاف والارتباك بين من فرحوا لسماع الخبر وبين من خابت آمالهم من قرار علم الدين “الموافقة على رجل مش درزي”. وتساءل المشاركون في هذه الصفحات، مع العلم أن معظمهم عرّفوا بأنفسهم أنهم دروز، ما مغزى نشر الخبر على صفحات تهتم بشؤون الطائفة الدرزية وتهدف إلى تعزيز الانتماء إلى هذه الأقلية، وهل النشر يعني تبني الظاهرة؟ وجرّ النشر تراشقا كلاميا بين مهاجمين ومدافعين عن قرار علم الدين. وادّعى المهاجمون أن علم الدين “مرتدة” عن دينها الدرزي، وما من مبرر لنشر الخبر على صفحات تهدف إلى تعزيز التواصل بين الأفراد الدروز. وعبّر أحدهم عن استيائه كاتبا: “شو انقطعوا الشباب الدروز؟ّ!”. ونبه آخرون أن الطائفة الدرزية هي أقلية مهدّدة بالتفكّك. وطالب المدافعون باحترام قرار علم الدين علما أنه قرار شخصي ويتماشى مع حرياتها الشخصية، والنظر إلى الحقيقة أنها امرأة ناجحة ومدافعة عن حقوق الإنسان. وهناك من تطرق إلى الموضوع من جانب الخطيب الشهير، جورج كلوني، لافتين النظر إلى أن الخبر سيشهر الدروز وأنه يجب على هذه الطائفة المنطوية على نفسها أن تنفتح على العالم الواسع. واللافت كذلك أن النقاش حول أمل علم الدين اتخذ منحى آخر، وسرعان ما تحول إلى اتهامات بين دروز لبنان ودروز إسرائيل، إذ ادعى كل طرف أنه يحافظ أكثر على عادات وتقاليد الطائفة “المعروفية”. وكتب أحد من دروز إسرائيل أن السياسي اللبناني وليد جنبلاط ، والزعيم الدرزي، هو بنفسه ليس متزوجا من امرأة درزية، في إشارة إلى عدم التزام دروز لبنان بمذاهب الطائفة. وردّ عليه درزي من لبنان كاتبا أن بعض دروز إسرائيل يكتبون أسماءهم باللغة العبرية على صفحات فيس بوك ما يدل على ابتعاد الطائفة الدرزية عن أصولها العربية. يذكر أن علم الدين قامت قبل وقت قصير بحذف حسابها على “تويتر”، مما يمنع في الوقت الراهن معرفة رد علم الدين وموقفها من الضجة التي أحدثتها. كما ذكرت مواقع أجنبية وعربية فإن أمل ولدت في بيروت العام 1978 ، ووالدها من ميسوري بلدة بعقلين الشوفية، أما والدتها فهي الصحافية بارعة علم الدين. وعلم الدين متخصصة في القانون الدولي وحقوق الإنسان والقانون الجنائي، وعملت مستشارة في عدد من لجان الأممالمتحدة ومع الأمين العام السابق كوفي عنان. وبرزت علم الدين حين دافعت عن مؤسس ويكيليكس جوليان اسانج وخاضت معركة ضد ترحيله الى السويد.