دخل أصحاب السترات الصفراء في فرنسا أسبوعهم الثاني من الاحتجاجات، التي اندلعت نتيجة غلاء أسعار الوقود في البلاد، وشهدت أول أمس جادة «الشانزيليزيه» مواجهة بين المتظاهرين والشرطة الفرنسية، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفرقة المحتجين، الذين رفعوا شعارات رافضة للسياسات الاقتصادية للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وضعف القدرة الشرائية للمواطنين الفرنسيين أمام غلاء الأسعار. واحتشد آلاف المتظاهرين، قدر عددهم ب8 آلاف متظاهر، في العاصمة الفرنسية فقط، و23 ألفا في كامل البلاد، حسب إحصائيات قدمها وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير. وأكدت وزارة الداخلية أنه جرى اعتقال 130 شخصا من المشاركين في الاحتجاجات والمنتمين إلى حركة السترات الصفراء، فيما أصيب 20 شخصا بينهم أربعة من عناصر قوات الأمن خلال المواجهات والاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. وفي تعليق على حركة السترات الصفراء، قال الخبير في العلاقات الدولية والشؤون العسكرية، عبد الرحمان مكاوي، ل«أخبار اليوم»، إن ما وقع في فرنسا دليل على أن هنالك غضبا شعبيا واسعا، باعتراف رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، وهو الغضب الذي انطلق نتيجة الزيادة في رسوم الوقود، قبل أن يتسع ليشمل مطالب اجتماعية وسياسية واقتصادية أخرى. واعتبر مكاوي أن الأحداث التي تشهدها فرنسا، للمرة الثانية بعد أسبوع من الأحداث الأولى، تدل على أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في فرنسا لا يطبعه الاستقرار. وتوقع مكاوي استمرار هذه الحركة، التي انطلقت دون زعامات ولا قيادات ولا عقيدة موحدة، لتتحول إلى تيار سياسي في المستقبل، مستقل عن الأحزاب السياسية في البلاد، بعدما دخلت على الخط أحزاب سياسية يمينية ويمينية متطرفة ويسارية. واعتبر مكاوي أنه بدأت تظهر هنالك زعامات في عدد من المدن لهذه الحركة، وهو السيناريو نفسه الذي حدث للحزب الذي يقوده ماكرون، والذي بدأ من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، قبل أن يتحول إلى حزب سياسي، ويقود الانتخابات الرئاسية ويفوز بها.