للسنة الثالثة على التوالي، خطفت مدينة العيون أنظار عشاق المستديرة في المغرب وعبر العالم، وذلك باحتضانها لمباراة استعراضية، جمعت عددا من ألمع نجوم كرة القدم في المعمور، أما المناسبة، فهي تخليد الذكرى ال43 للمسيرة الخضراء. فمنذ يوم الإثنين الماضي، تقاطر على المدينة الحمراء مراكش، عددا كبير من مشاهر الرياضة والفن والإعلام، وكذا أبرز مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، والذين وجهت لهم الدعوة من أجل المشاركة في هذه التظاهرة، التي تقام للمرة الثالثة على التوالي، قبل أن يتوجهوا في صباح اليوم الموالي عبر طائرات خاصة لعاصمة الجنوب. وكما جرت عليه العادة في الدورات السابقة، فقد اجتمع كل هؤلاء النجوم، بملعب “الشيخ الأغضف” بالعيون، وذلك من أجل خوض مباراة استعراضية، تخللتها فقرات فنية، أداها فنانون مغاربة، لكنها لم تخلوا من مجموعة من “الفلتات” التي سببت ارتباكا واضحا على تنظيم المباراة الاستعراضية. الإخوة زعيتر في الواجهة على عكس الدورتين السابقتين، اللتان كانتا تحت إشراف مباشر من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووزارة الشباب والرياضة، فإن هذه الدورة أشرف على تنظيمها الإخوة أبوب بكر وعثمان زعيتر، بشراكة مع الجامعة والوزارة، بالإضافة على وكيل اللاعبين الشهير كريم بلق، ومؤسسات إقتصادية ومالية كبيرة. فقد وجهت كل عدسات الكاميرات لهذا الثنائي، الذي استغل شبكة علاقاته الواسعة، ودعا عدد كبير من نجوم الفن والسينما العالميين، من أوروبا، أمريكا اللاتينية، والهند أيضا، بالإضافة إلى نجوم مواقع التواصل الاجتماعي بأمريكا، واللذين أنيطت لهم مهمة الإشعاع الدولي لهذا الحدث عبر “فايسبوك” و”أنستغرام”. التركيز على الإخوة زعيتر، والبرازيلي رونالدينيو، ترك في الهامش، عددا من الأسماء المغربية والإفريقية، بل حتى العالمية الوازنة، التي حضرت هذا الحدث، والتي لم تنل حظها من الأضواء، سواء في مراكش، خلال الندوة الصحيفة، التي حضرها الناخب الوطني هيرفي رونار أيضا، أو في مباراة العيون، التي شابتها الكثير من الشوائب. فوضى بملعب “الشيخ الأغضف” خلف الشاشة، وبالضبط بمدينة مراكش، كان التنظيم جيدا، وبدا أن اللجنة التنظيمية لهذا التظاهرة قد وقفت على جميع التفاصيل التنظيمية للحدث، وذلك بالنظر إلى العديد الكبير والقيمة الكبيرة للضيوف، فالتنقل بين فندق الوفد الإعلامي وبعض الضيوف كان سلسا، كما أن التنقل أيضا من المدينة الحمراء مراكشوالعيون مر في أجواء جيدة. غير أن “الكبوات” التنظيمية، بدأت تظهر منذ خيمة الغذاء الفاخر، التي أقيمت على بعد حوالي 5 كيلومترات من وسط المدينة، إذ بدا أن عدد الحضور، كان أكبر مما كان تتوقعه اللجنة المنظمة، فوجدت اللجنة صعوبة كبيرة في إيجاب موائد لعدد من الضيوف، خاصة الأجانب منهم، وهو الأمر الذي أثار غضب مسؤولين كبار في المدينة. الارتباك كان أيضا، قبل الدخول لملعب “الشيخ الأغضف”، من أجل خوض المباراة الاستعراضية، فتواجد بوابة رئيسية وحيدة بالملعب، وتموقع الملعب في وسط تجمع سكني، خلق ازدحاما رهيبا، مع ولوج بعض الأشخاص لالتقاط صور مع النجوم الحاضرين، بالرغم من الإجراءات الأمنية المشددة، والطوق الكبير الذي تم فرضه على بوابة المنصة الرئيسية. كما تم فرض “حصار” إعلامي، على البعثة الصحفية التي غطت هذا الموعد، إذ تم منع جميع ممثلي وسائل اللإعلام الخاصة من ولوج الملعب، قبل وبعد انتهاء المباراة، ما خلف امتعاضا كبيرا من الصحفيين. سلمى رشيد والدوزي يربكان الحفل ويغضبان رونالدينيو أمام الشاشة، كانت الجماهير تنتظر لوحات فنية يرسمها نجوم المستديرة، ووصفات ساحرة من ال”الساحر” البرازيلي رونالدينيو، وهو الأمر الذي كان فعلا في الجولة الأولى، لكن مع بداية الجولة الثانية، حدث ما لم يكن في الحسبان، المغنيان سلمى رشيد، ومحمد “الدوزي” يربكان العرض، بأغانيهما في قلب الملعب، وأثناء سير المباراة. هي سابقة ربما في تاريخ المباريات، سواء الرسمية منها أو الاستعراضية، أن توقف مغنية مباراة، لكن “الأمَر” هو أنها أدت النشيد الوطني، بدون أي مقدمات تمهد للجمهور الوقوف، من المنشطة الداخلية للملعب، لما يستلزمه النشيد الوطني من وقار واحترام، ما أساء كثيرا له أولا وأغضب اللاعبين الحاضرين. فقد ظهرت معالم الغضب وعدم الرضى واضحة، على رونالدينيو، كافو، وخاصة كلاسيان سيدورف، الذي توجه بشكل مباشر، للمنشط الموسيقي للمباراة وطلب منه وقف الموسيقى، لأن المباراة سارية، وهو الأمر الذي لم ستجب له هذا الأخير. ولسوء الحظ أو الصدفة، فإن أداء سلمى رشيد للنشيد الوطني بصوتها، تزامن مع اقتحام أحد الجماهير الغاضبة لأرضية الملعب، فاختلط الصراخ مع النشيد الوطني، في مشهد استهجنته النفوس، وأساءت لمجهودات تنظيمية كبيرة من قبل المشرفين. ولم يكد “كابوس” سلمى رشيد أن ينتهي، حتى دخل “الدوزي” مرفوقا بالكوميدي “إيكو” للملعب وقاما بالطواف على جنبات ملعب “الشيخ الأغضف” مؤديا أغنيا “العيون عينية”، وهو الأمر الذي دفع الحكم مرة أخرى لتوقيف المباراة، وأثار حفيظة النجوم الحاضرين، خاصة “سيدورف”، والذي حسب مصادرنا امتدت احتجاجاته لمستودع الملابس.