انتهت المباراة الاستعراضية التي عرفت حضورا وازنا لنجوم الكرة العالمية الإفريقية، احتفالا بالذكرى 43 للمسيرة الخضراء، بأحداث لا تليق بسمعة الحدث من خلال بعض التجاوزات التي ساهم فيها "المنظمون". ضيافة نجوم العالم والكرة الإفريقية بالمغرب كان أمرا متميزا، فحضور رونالدينيو وريفالدو وكافو من البرازيل، وكلارانس سيدورف من هولندا وآخرون من مختلف القارات أضفى علي مدينة العيونومراكش سحرا خاصا، خاصة بمناسبة ذكرى عزيزة على كل المغاربة، لكن سوء التنظيم أرخى بظلاله على هذا الحدث العالمي، خاصة فيما يخص التواصل مع رجال الإعلام. بداية الأخطاء التنظيمية كانت بالارتباك في عملية استقبال الضيوف العالميين، أمس، بأحد فنادق مدينة مراكش، بعد تهميش بعض اللاعبين في الندوة الصحفية من خلال التأخر في انطلاقها بساعة، وعدم حضور نجوم العالم، والاكتفاء بصعود الأخوين زعيتر والكاميروني روجي ميلا والغاني أبيدي بيلي، والبرازيلي كافو، إلى جانب الإطار الوطني فتحي جمال واسمين آخرين، لم تتوصل "هسبورت" بأسمائهما. وتخلف عن الحضور باقي النجوم، إذ فضل رونالدينيو الابتعاد عن رجال الإعلام، وهو نفس القرار الذي اتخذه نجوم الأرجنتين هيرنان كريسبو وخافيير صافيولا، فيما لم يكن في إمكان الجريدة معرفة مصير باقي النجوم بسبب عدم الإعلان عن البرنامج الخاص بهذه النسخة. ومن بين الأحداث التي أثرت في التنظيم، تدخل الأخوين زعيتر في عمل الصحفيين، وذلك من خلال المطالبة بحذف المقاطع الخاصة بهم، حيث تعرض مصور الصحيفة إلى تدخل في عمله، بعدما كاد أن يستعمل أبوبكر القوة في حقه عندما منعه من تصوير بعض اللقطات أثناء وجوده في الفندق. تدخل الأخ الأكبر في عائلة زعيتر لم يكن الوحيد، بعد قيام شقيقه عثمان بأخذ كاميرا الجريدة بالقوة من الزميل المصور، ليحذف تصريحا له ل"هسبورت" بطريقة مستفزة، قبل أن يقوم بنفس العملية في حق زميل صحفي آخر كان يحاول تصوير لقطات عادية جاور فيها نجم البرازيل، رونالدينهو. في يوم الحدث، وقع المنظمون في ارتباك جديد من خلال عدم إعلام الحاضرين بوقت إقلاع الطائرة من مدينة مراكش نحو العيون لإحياء احتفالات المسيرة الخضراء، حيث وجد رجال الإعلام نفسهم في موقف حرج لعدم معرفة توقيت الرحلة ودون تواصل مع المسؤولين. الإقلاع نحو العيون مر في ظروف سلسة نسبيا، لكن ما كان ينتظر الضيوف والسياح الأجانب، باستثناء رونالدينهو وبعض الأسماء العربية من عالم الفن لم يكن يتوقعه أحد، بعد أن اضطروا للوقوف عند باب الملعب دون أن يتعرف عليهم رجال الأمن المكلفين بتدبير وتنظيم عملية الدخول. واضطر الفرنسي دافيد تريزيغيه والسنغالي خاليلو فاديغا وسعيد شيبا وحتي الهولندي كلارانس سيدورف، وبعض النجوم من إفريقيا إلى تدخل المنظمين، قبل أن ولوجهم الملعب بعد ضياع وقت طويل وفي ظروف لا ترقى لمستوى التطلعات، خاصة وأنها تتزامن مع حدث تاريخي يحمل دلالات كبيرة. وفي الوقت الذي حاول فيه مصور الجريدة النزول لأرضية الملعب لمزاولة عمله الصحفي، منع إلى جانب العديد من الزملاء المصورين، فيما سمح للبعض بشكل استثنائي للقيام بنفس الأمر بعد تدخل بعض الأشخاص؛ لتستمر المحاولات الودية التي سلكها الزملاء، قبل أن يتدخل أحد رجال الأمن لمنعهم من القيام بالواجب المهني بطريقة "عدوانية"، وصلت حتى الشتم بأقبح الصفات والضرب في سلوك مشين يندى له الجبين. وتواصل الاضطهاد من قبل اللجنة المنظمة بمنع مجموعة من المنابر الإعلامية من ولوج المنطقة المختلطة، الخاصة بأخذ التصريحات، ودام المنع لمدة طويلة قبل تدخل والي الجهة الذي طالب بفتح الأبواب لفائدة الصحفيين في وقت تعذر فيه القيام بالواجب المهني بعد مغادرة اللاعبين نحو المطار. وتُنقِص مثل هذه الأخطاء التنظيمية من القيمة الحقيقية للتظاهرة، التي صرفت فيها مبالغ مالية محترمة لتوفير الظروف اللازمة لاستقبال نجوم الكرة والفن العالميين والعرب، وتبخس من العمل الجبار الذي قامت به خلايا أخرى ضمن اللجن المنظمة، التي عملت على استقطاب نجوم عالميين بغرض الاحتفال بعيد المسيرة الخضراء وكذا الترويج للمملكة على المستويين القاري والعالمي.