لم يستطع رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، إقناع المركزيات النقابية بعرض الحكومة حول مطالب الشغيلة، على الرغم من الإشارات، التي عبر عنها، إلى حسن نية حكومته في افتتاح جولة جديدة من الحوار الاجتماعي. وكشف النعم ميارة، عن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع النقابي لحزب الاستقلال، أن انسحاب نقابته من جولة الحوار الاجتماعي، التي قادها سعد الدين العثماني، أمس، في الرباط، سببه “عدم جدية خطاب رئيس الحكومة في حل مشاكل الشغيلة”. وقال ميارة، في تصريح ل”اليوم 24″،”دخلنا إلى اجتماع دعا إليه رئيس الحكومة، لكن لا جدول أعمال له، كما أن العثماني لم يأت بجديد، بل جدد عرضه السابق نفسه، المتعلق بزيادة 400 درهم في أجور الموظفين، خلال ثلاث سنوات وزاد المتحدث نفسه: “كنا قد قبلنا بالعرض الحكومي، لكن بشروط، إلا أن رئيس الحكومة لم يستجب لهذه الشروط، وظل متشبثا بعرضه السابق، فانسحبنا بعدما ظهر لنا أننا لن نتجه بالعرض المطروح نحو أي اتفاق يكون لصالح الشغيلة”. وعرفت جولات الحوار الاجتماعي بين الحكومة، والنقابات، الأكثر تمثيلية، تعثرا كبيرا، منذ بداياته، حيث دخل الملك محمد السادس على الخط، مطالبا، في خطابه، بمناسبة الذكرى ال19 لجلوسه على العرش، بضرورة استمرار الحوار. وقال الملك، في هذا الصدد، إن “الحوار الاجتماعي واجب لا بد منه، وينبغي اعتماده بشكل غير منقطع”، قبل أن يدعو الحكومة إلى “أن تجتمع بالنقابات، وتتواصل معها بانتظام، بغض النظر عما يمكن أن يفرزه هذا الحوار من نتائج”. وطالب الملك محمد السادس مختلف الفرقاء بإنجاح الحوار المتعثر من خلال “استحضار المصلحة العليا، والتحلي بروح المسؤولية، والتوافق، قصد بلورة ميثاق اجتماعي متوازن ومستدام، بما يضمن تنافسية المقاولة، ويدعم القدرة الشرائية للطبقة الشغيلة في القطاعين العام والخاص”. يذكر أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب كان قد أعلن موافقته على المقترح الحكومي، القاضي بزيادة 400 درهم في الأجور، مشترطا أن يتم تعميمها على كل الفئات والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، بالإضافة إلى القطاع الخاص. وكانت الحكومة قد اقترحت على النقابات الأكثر تمثيلية زيادة قدرها 400 درهم في أجور الموظفين في السلالم 6 و7 و8 و9، وأصحاب الرتب من 1 إلى 5 في السلم العاشر.