بعد اعتقال كبار أباطرة تهريب الحشيش من شمال المملكة إلى الجنوب الإسباني على متن قوارب سريعة ذات محركات قوية والمعروفة، مؤخرا، ب”الفانتوم”، بعد توجيهها لتهريب الشباب المغاربة؛ لازالت الحرب التي تقودها مختلف الأجهزة الأمنية الإسبانية بتنسيق مع نظيراتها المغربية لشكل حركة مهربي الحشيش في مياه مضيق جبل طارق مستمرة، إذ اضطر الأمن الإسباني للاستعانة بمروحيات الرصد وإطلاق الرصاص الحي في مطاردة “فانتوم”، انتهت باعتقال 8 مهربين وحجز أكثر من 3 أطنان من مخدر الحشيش. تقارير إعلامية إسبانية كشفت أن عناصر من الأمن الإسباني بمعية وحدة المراقبة الجمركية قادوا عملية أمنية، أطلق عليها “تورمو” فجر يوم 21 أكتوبر المنصرم، في شاطئ “سان روكي” في خليج الجزيرة الخضراء، بعدما تمكنت كاميرات مروحيات الرصد من اكتشاف وجود قارب مشبوه كان يبحر في المنطقة. هكذا قرر الأمن الاستعانة بفريقين أمنيين، الأول، تدخل لاعتراض سبيل القارب في البحر، والثاني، تكلف بمطارد مجموعة تابعة للمافيا كانت تنتظر اقتراب القارب من البر لتفريغه قبل نقل الحشيش إلى مخازن تابعة لها في إسبانيا. “لقد كانت عملية أمنية مكثفة. كانت هناك طلقات في الهواء، كما اضطر أفراد من الأمن إلى إطلاق النار في الماء لمنع القارب من الهرب”، يعترف أحد عناصر الأمن التي شاركت في العملية، وفق “إلباييس”. في النهاية، تم حجز 3.25 أطنان من الحشيش واعتقال 8 مهربين، لم تحدد هويتهم بعد، علاوة عن حجز 3 عربات كانت تستعد لنقل الحشيش، والتي تبين فيما بعد أنها مسروقة. وتعتبر هذه الضربة الأمنية الثانية من نوعها بين المغرب والجزيرة الخضراء، بعد حجز يوم 5 أكتوبر المنصرم، 3.4 أطنان من الحشيش، واعتقال 5 مهربين ينتمون إلى المافيا ذاتها. هذا، وكان مجلس الوزراء الإسباني صادق، يوم الجمعة الماضي، على التعجيل بتنزيل قانون حظر بيع القوارب السريعة المعروفة ب”قوارب الاتجار”، أو ما يُطلق عليها مؤخرا ب”الفانتوم”، بعد وصولها إلى معلومات تفيد بأن المافيا لم تعد تستعملها فقط، في تهريب الحشيش من شمال المغرب صوب الجنوب الإسباني، بل حتى تهريب البشر. هذه القوارب السريعة تتوفر على محرك بقوة 250 إلى 500 حصان، ومنها ما يَستعمل أربعة أو خمسة محركات، مما يجعل من المستحيل مطاردتها من قبل خفر السواحل في البلدين.