تسعى مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، جينا هاسبل، خلال زيارتها لتركيا، إلى الاستماع للتسجيلات الصوتية التي أكدت أنقرة أنها تتضمن دلائل تعذيب الصحافي السعودي جمال خاشقجي ومقتله، وذلك بحسب ما أفادت به أربعة مصادر مطلعة لوكالة “رويترز”، أمس الثلاثاء. هاسبل كانت قد سافرت إلى تركيا، أول أمس الإثنين، في “زيارة قصيرة”، بعد أيام من مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تركيا بإطلاع الولاياتالمتحدة على الأدلة التي جمعتها. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أكد في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية بالبرلمان، أمس، وجود “أدلة قوية” لدى بلاده على أن جريمة قتل خاشقجي “عملية مدبرة وليست صدفة”، وأن “إلقاء تهمة قتل خاشقجي على عناصر أمنية لا يقنعنا نحن ولا الرأي العام العالمي”. وطرح أردوغان 4 تساؤلات على الرياض عن سبب تجمع فريق الإعدام المؤلف من 15 سعودياً أمنياً وطبيباً في القنصلية يوم مقتل خاشقجي، وعن هوية من أمر بارتكاب الجريمة، وعن هوية المتعهد التركي الذي تدعي الرياض أن الجثة سُلِّمت إليه للتخلص منها، وعن سبب التضارب في الروايات السعودية المتعاقبة حول الجريمة، ملمحاً إلى الذهاب لتحقيق دولي. بن سلمان متهم في نظر الغرب في السياق ذاته، كان ستة مسؤولين أمريكيين وغربيين، قد ذكروا يوم الإثنين، ل”رويترز”، أنهم يعتقدون أنّ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان هو المسؤول في نهاية الأمر عن اختفاء خاشقجي نظراً لدوره في الإشراف على أجهزة الأمن السعودية، لكنّهم لا يملكون دليلاً دامغاً. وقال المسؤولون الأمنيون الغربيون، الذين تحدثوا شرط عدم الكشف عن أسمائهم، إنّ الصورة الكاملة لما حدث لخاشقجي لم تتضح لديهم بعد. ولا يعرف هؤلاء كيف مات خاشقجي وإلى أين نُقلت جثته. وأضاف المسؤولون أنّه على الرغم من التسريبات الإعلامية الكثيرة التي ذكرت أنّ تركيا تملك تسجيلات صوتية توثق تعذيب خاشقجي وقتله، لم يتم إطلاع وكالات أمريكية أو وكالات حكومات حليفة على مثل تلك الأدلة. وقال مصدران على اطلاع على تقارير المخابرات، ل”رويترز”، إنّ ثقة خبراء الحكومات الغربية في أنّ بن سلمان يتحمّل بعض المسؤولية عن العملية، تعتمد بدرجة كبيرة على تقييمهم دورَه المهيمن في إدارة الحكومة. وصرّح مصدر أمني غربي: “من الصعب قول إنّ بن سلمان لم يكن على علم بهذا”.