كشف النقيب محمد زيان، عضو دفاع الصحافي توفيق بوعشرين، أن مرافعات محاميي المطالبات بالحق المدني، مساء الجمعة الأخير، بمحكمة الجنايات بالدار البيضاء، كانت في غالبيتها بعيدة عن جوهر الموضوع، مضيفا أنهم ساقوا أمثلة حول ما يجري في العالم من الاتجار في البشر، وعن القضاء المصري، وأمثلة عن الوضع في السودان، بالإضافة إلى مطاردة الكوكايين، مشيرا إلى أن دفاع توفيق بوعشرين أجاب أمام المحكمة بأن هاته الأمثلة لا تهم الملف، وينبغي استبعادها من القضية لأنها لا تعني الوقائع. وأفاد النقيب زيان في اتصال مع “أخبار اليوم” أن محمد الهيني، دفاع المطالبات بالحق المدني، أحضر مجموعة كبيرة من المراجع، وكأنه يلقي محاضرة في الجامعة، وهو ما دفعه كممثل الدفاع عن بوعشرين إلى طلب مهلة أسبوعين للاطلاع عليها، مما دفع بالقاضي بوشعيب فارح إلى التدخل واتخاذ قرار بعدم إدراجها في الملف، باعتبارها لا تعني القضية في شيء، مشيرا إلى أن الجلسة مرت في جو من الاحترام المتبادل، وهو الأمر الطبيعي الذي كان ينبغي أن تكون عليه الجلسات منذ بدء المحاكمة. وأضاف زيان أن النيابة العامة ثبت أنها لم تساند المطالبين بالحق المدني، موضحا أن جمال الزنوري، ممثل الحق العام، في ملف توفيق بوعشرين يحاول الحياد، مع مراعات التطبيق السليم للقانون، دون التفريق بين الطرفين في القضية، مشيرا إلى أن الصحافي توفيق بوعشرين بدا هادئا، خصوصا بعد التطورات الإيجابية الأخيرة في جلسة المحاكمة، معتبرا أن بوعشرين كان يريد فقط، احترام شخصيته، وإذا قامت النيابة العامة بفرض احترام المتهم، فقد قضي الأمر، وانتهت المشكلة.. وفي السياق ذاته، أفاد عبدالمولى الماروري عن هيئة دفاع توفيق بوعشرين، أن جلسة مساء الجمعة الأخير مرت هادئة، ودفاع المطالبات بالحق المدني استوعبوا الدرس، وأنهم إذا أرادوا المرافعة في الملف، فإنهم يجب أن يبتعدوا عن السب والشتم الذي تعودوا عليه، موضحا أن محاولتهم المرافعة باستعمال القانون، لم تمكنهم من إثبات العلاقة بين أشرطة الفيديو وتوفيق بوعشرين، لأن الخبرة لم تحسم في هذا الأمر، وبالتالي، فالنقاش ظل منحصرا في العموميات، وافتقادهم الصريح لوسائل الإثبات. وأوضح المحامي الماروري في اتصال مع “أخبار اليوم” أن بعض مرافعات دفاع المطالبات بالحق المدني كانت خارجة عن السياق كليا، وناقشت أمورا نظرية، ولم تناقش الأفعال وتثبتها بالحجة والدليل، وتكييفها مع القانون، مستثنيا بعض المحاولات التي لم توفق في ذلك، مشيرا إلى أن مناوشات جديدة شهدتها قاعة المحاكمات رقم 8 بمحكمة الجنايات بالدار البيضاء، بين النقيب محمد زيان وبين محمد الهيني دفاع المطالبات بالحق المدني، الذي قدم مجموعة من الكتب والمراجع تتعلق بالاتجار بالبشر، وكانت المراجع كثيرة، وهو ما دفع النقيب زيان من هيئة دفاع بوعشرين لطلب مهلة أسبوعين قصد الاطلاع عليها، وهو ما أثار المحامي زهراش وصار يصرخ داخل الجلسة احتجاجا على طلب زيان، لينهي القاضي بوشعيب فارح الإشكال باعتبار الكتب على سبيل الاستئناس، ولا يمكن إدراجها ضمن وثائق الملف. وأضاف الماروري أن المحامية كلاع عن هيئة دفاع المطالبات بالحق المدني، أوردت قصة امرأة عراقية كانت ضحية جرائم تنظيم “داعش”، وحصلت على جائزة “نوبل”، وحاولت إقناع المحكمة أن المطالبات بالحق المدني في هذا الملف، هن أيضا يستحقن جائزة “نوبل”، وهو ما أثار موجة من السخرية، سواء من زملائها في هيئة دفاع المطالبات بالحق المدني، الذين حاولوا إخفاء ابتساماتهم، أو دفاع توفيق بوعشرين، معتبرا أنه كلام لا يصدر عن عاقل. وأكد الماروري عن هيئة المحامات بمدينة الرباط أن دفاع المطالبات بالحق المدني لم يعد يتجرأ على توفيق بوعشرين في مرافعاته أمام هيئة الحكم، في حين أن النيابة العامة كانت في أغلب الأوقات صامتة، مشيرا إلى أن جلسة يوم الجمعة الأخير شهدت مرافعة أربعة عناصر من دفاع المطالبات بالحق المدني، حيث من المفروض أن تتواصل فصول المحاكمة يوم غد الاثنين لتتمة المرافعات.