تزامنا مع موجة الهجرة، التي عرفتها الأشهر الأخيرة، من السواحل المغربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط نحو الجنوب الإسباني، خرج رئيس جزر الكناري، “فرناندو كلافيجو”، لإعلان حالة طوارئ إنسانية، بسبب تدفق القاصرين المغاربة على جزيرة لانزاروت. وقال “كلافيجوت”، حسب ما نقلته وسائل إعلام إسبانية، اليوم الأحد، إن جزيرة لانزاروت تعرف أزمة هجرة أطلسية، معتبرا أنه، منذ عام 2006، كانت تسجل أكبر نسب المهاجرين السريين، القادمين إليها من دول موريتانيا، والسنيغال، غير أن السنة الأخيرة عرفت تدفقا كبيرا للمهاجرين السريين المغاربة، خصوصا القاصرين. وعلى الرغم من أن عدد المهاجرين السريين، الذين وصلوا إلى جزر الكناري، منذ مطلع العام الجاري، لا يتجاوز 978 شخصا، إلا أن حكام الجزيرة، يعتبرون أن هذا الرقم يمثل أربعة أضعاف عدد المهاجرين الواصلين إليها، خلال الفترة نفسها من العام الماضي، ويشكل القاصرون أكبر نسب منهم. ويؤكد المصدر ذاته أن القاصرين، والبالغين كذلك من المهاجرين السريين، الواصلين، خلال الشهر الأخير، إلى جزر لانزاروت، وفويرتيفينتورا، هم من المغاربة، ويبحرون من منطقة قريبة من بوجدور، حسب تصريحاتهم للشرطة الإسبانية. ويقطن، حاليا، 168 قاصرا في جزيرة لانزاروت، وجلهم وصلوها، خلال الشهر الأخير، وهو ما دفع حاكم الجزيرة إلى ربط اتصال مباشر بوزيرة الدفاع الإسبانية “مارغاريتا روبليز”، لطلب توفير سكن لائق للقاصرين المتدفقين على الجزيرة، فيما ينتظر أن يجتمع حاكم الجزيرة بالرئيس الإسباني “بيدرو شانسيز”، يوم الثلاثاء 25 أكتوبر الجاري، لمناقشة القضية ذاتها. يذكر أن، شهر يناير من العام الجاري، عرف “مأساة لانزاروت”، عندما اكتشفت قوات خفر السواحل في جزر الكناري جثث سبعة شباب مغاربة، مات اثنان منهم غرقا، وخمسة بردا في قاربهم، الذي توقف بهم في عرض المحيط الأطلسي، لأزيد من 24 ساعة، فيما تم إنقاذ أزيد من 20 مهاجرا آخرين، كانوا معهم في القارب نفسه، حيث تكفلت الحكومة المغربية بنقل جثث الشباب السبعة، ووروا الثرى في مدن طانطان، وكلميم، وسيدي إفني.