كما سبق وأشارت إلى ذلك “أخبار اليوم”، في عدد يوم الثلاثاء الماضي، كشفت التحقيقات الأولوية التي باشرتها الأجهزة الأمنية المغربية بتنسيق مع نظيراتها الإسبانية بخصوص موجة الهجرة المجانية-العلنية وملابسات حادث إطلاق النار من قبل عناصر البحرية الملكية على “الفانتوم”، الذي أودى بحياة الطالبة حياة وأسقط ثلاثة جرحى؛ (كشفت) أن منظمة إجرامية مافيوزية هي من تقف وراء حملة التهجير هاته للشباب المغربي على متن قوارب موت سريعة تتوفر على ثلاثة محركات قوية في الخارج تستعمل في الأصل لتهريب المخدرات من شمال المغرب إلى الجنوب الإسباني. التحقيقات ذاتها أوضحت، كذلك، أن الشبكة نفسها تقف وراء “الفانتوم” الذي أطلقت عليه البحرية المغربية الرصاص زوال يوم الثلاثاء الماضي في مياه تطوانالمضيق، ما خلف قتيلة وسقوط ثلاثة جرحى. وأردفت أن هاته المافيا تستقر في المغرب وإسبانيا، حسب ما أوردته صحيفة “لاراثون”، نقلا عن مصادر أمنية. وأشارت، كذلك، إلى أن “الأجهزة الأمنية في البلدين تسابق الزمن من أجل تحديد هوية رؤوس الشبكة، بهدف الوصول إلى تفكيك بنية الشبكة بشكل كامل، قبل أن تتمكن من فرض هذا النوع الجديد من الهجرة السرية على أرض الواقع”. وبخصوص الأهداف التي جعلت هذه المنظمة الإجرامية تقوم بحملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، والقيام برحلات مجانية نوعية وتمويهية للشباب المغاربة إلى أوروبا، تبرز التحقيقات أن الحملة لديها “ارتباطات بعالم الاتجار في المخدرات، وأنه تم اللجوء لهذا النوع من “البزنيز” من أجل الحصول على مبالغ مالية كبيرة، نظرا إلى سرعة هذه القوارب التي تسمح بالقيام بالعديد من الرحلات في اليوم. على الأقل هذه هي نواياهم”. وتضيف أن الشبكة المافيوزية تنشط بالضبط في منطقة الجزيرة الخضراء وشمال المغرب ومنظمة بما يكفي. كما أنه لا توجد رحالات مجانية، بل في الحقيقة تقوم الشبكة بالتهريب مقابل 10000 درهم لكل مرشح، أما الرحلات المجانية فهي مجرد حملة تسويقية لاستقطاب المزيد من الشباب. وفي الوقت الذي لم تقدم فيه الحكومة المغربية أي توضيحات إضافية بخصوص أسباب إطلاق النار على المهاجرين، كشف جزء من التحقيق الذي توصل به الإسبان من المغاربة بخصوص حادث إطلاق النار، أن أفراد البحرية الملكية كانوا يعتقدون أن الأمر يتعلق بفانتوم محمل بالمخدرات، نظرا لأن المهاجرين انحنوا واختبؤوا، مما صعب مأمورية تمييزهم من مسافة معينة عن حزمات الحشيش التي اعتاد المهربون شحنها في تلك القوارب. كما أن الربان الإسباني الرئيس رفع من سرعة القارب الذي يتوفر على محركات إضافية في الخارج، رغم تحذيرات البحرية الملكية. وبينت التحقيقات أن القارب خرج في الحقيقة من مياه سبتةالمحتلة حوالي الساعة الثالثة بالتوقيت المغربي. إذ إن المهربين اختاروا ذلك التوقيت بالضبط، نظرا إلى أن تركيز أجهزة الأمن يكون في تلك الساعة موجها إلى معبر باب سبتة. غير أنه بعد الخروج اعترضت سبيله دورية تابعة لخفر السواحل الإسبانية، مما دفع الربان إلى أن يعرج على مياه تطوان-الفنيدق قبل أن تطارده البحرية المغربية ويحدث ما حدث، حسب مصدر مغربي. التحقيقات تشير إلى أن القارب كان عليه 23 مهاجرا، علاوة على الربابنة. كل المرشحين للهجرة كانوا يحملون معهم جوازات سفر مغربية، وهي التي استعملوها في دخول الثغر عبر “باب سبتة” الحدودي، قبل أن يتوجهوا إلى المنطقة التي صعدوا منها إلى ال”الفانتوم”. هذا وكان خالد زروالي، مدير الهجرة ومراقبة الحدود في وزارة الداخلية، أكد في حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية، الأربعاء الماضي، أن المغرب يواجه مؤخرا “ظاهرة” القوارب السريعة الملقبة “غو فاست” لنقل المهاجرين، وهي قوارب قوية ذات محركات كانت “مخصصة حتى الآن لتهريب المخدرات في البحر المتوسط”.