بعد مقتل الشابة حياة (22 سنة)، وإصابة 3 مرشحين للهجرة السرية في حادث إطلاق النار من قبل البحرية الملكية على زورق مطاطي سريع من نوع “فانتوم”، تتكتم السلطات عن الحالة الصحية للمصابين، وتحيطهم بحراسة أمنية مشددة لمنع الوصول إليهم. ولحد الساعة تبقى المعطيات متضاربة، فحسب معطيات استقاها “اليوم24″، تم نقل مصابين اثنين بالأعيرة النارية إلى المصلحة السجنية التابعة للمستشفى الإقليمي بتطوان، بعدما كانا يخضعان للعلاج بمستشفى محمد السادس بمدينة المضيق. ويتعلق الأمر بكل من (حمزة. ب)، البالغ من العمر 25 سنة والمنحدر من مدينة تطوان، و(معاد.أ)، المنحدر من شفشاون والبالغ من العمر 34 سنة. واحد من هذين المصابين، لم يتسن لنا التأكد من هويته بالضبط، خضع لعمليتين جراحيتين على مستوى اليد والصدر، من طرف اختصاصي في القلب والشرايين جاء من مدينة طنجة. بينما تشير معطيات أخرى إلى أن المصابين لم يغادرا مستشفى محمد السادس بمدينة المضيق. اتصلنا بمحمد وهبي، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بمدينة تطوان للحصول على معطيات رسمية بهذا الشأن، وقال “إنه لا يتوفر على أية معطيات”، قبل أن يعدنا بأن يعاود الاتصال بنا بعدما يتأكد من المعطيات، دون أن يحدث ذلك. من جهته، رفض أحد المسؤولين بمستشفى محمد السادس بالمضيق تأكيد أو نفي هذه المعطيات. مؤكدا أن المدير الإقليمي لوزارة الصحة عمم تعليمات على جميع المسؤولين تدعوهم لعدم الحديث مع الصحافة بهذا الشأن، أو الكشف عن أية معطيات تتعلق بالحادث. وكانت السلطات تتجه إلى نقل المصابين الثلاثة في الحادث إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، لمتابعة العلاج، قبل أن تتراجع عن ذلك في آخر لحظة، وترسل مصابا واحدا فقط، هو (عبد الحبيب. خ) المنحدر بدوره من مدينة تطوان، والبالغ من العمر 26 سنة. مصادر من داخل مستشفى السويسي قالت ل”اليوم24” إن المصاب يتواجد حاليا بقسم الإنعاش، بعدما أخضع للفحوصات الضرورية، مؤكدة أن الأخير إصابته خطيرة على مستوى اليد، وحالته أكثر تعقيدا من الحالتين الأخريين. وخلق هذا الحادث جدلا كبيرا في الأوساط الحقوقية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بينما اكتفت السلطات ببلاغ مقتضب أصدرته عمالة المضيقالفنيدق، جاء فيه أن الوحدة القتالية التابعة للبحرية الملكية، “اضطرت لإطلاق النار على قارب مطاطي سريع بعد عدم امتثاله للتحذيرات الموجهة إليه”. وتم اعتقال قائد الزورق السريع بعد ذلك، وهو إسباني من مواليد 1986، ولديه سوابق قضائية عديدة تتعلق بالاتجار في البشر. كما يأتي هذا الحادث في سياق متوتر تعيشه سواحل الشمال، حيث ظهرت منذ أسابيع قليلة ظاهرة “الفانتوم”، وهي زوارق جد سريعة تنقل المرشحين للهجرة نحو إسبانيا بشكل مجاني. وتحقق وزارة الداخلية في الموضوع، حسب مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، خالد الزروالي، الذي صرّح لوكالة الأنباء الفرنسية بأن استخدام القوارب السريعة، “ظاهرة مستجدة يجري العمل على تحليلها”. وأضاف أن “ثمة قوارب تأتي لنقل الناس مجانا على ما يبدو، هذا ما ينتشر على شبكات التواصل الاجتماعي، وآمل- مع كل عمليات الاعتراض التي قمنا بها- أن نتمكن من توضيح كل ذلك”.