حضرت نهيلة إملقي، الحائزة على لقب إحدى مسابقات ملكة جمال الكون، جلسة محاكمتها الثانية، أول أمس الثلاثاء، وهي في حالة سراح، أمام الغرفة الجنحية التلبسية التأديبية بابتدائية مراكش، التي تتابعها ب”السياقة في حالة سكر، والتسبب في قتل غير عمدي لشخصين”، وقد بدت عارضة الأزياء، الشهيرة ب”باربي المغرب”، هذه المرّة، متأنقة وبمعنويات مرتفعة برفقة والدتها، بعد أن وافقت محكمة الاستئناف، صباح يوم الاثنين المنصرم، على ملتمس منحها السراح المؤقت غير المشروط، لتغادر أسوار سجن “الأوداية”، بضواحي المدينة، ساعات قليلة بعد الموافقة على الطلب، وتقضي الليلة بمنزل أسرتها بالمدينة الحمراء، لتشرع في إجراءات استرجاع سيارتها الفارهة المحجوزة، التي ارتكبت بها حادثة السير، والاستعداد للسفر إلى مقر إقامتها بدولة الإمارات العربية المتحدة. لم تكن وضعية “باربي” مماثلة، خلال جلسة الأسبوع المنصرم، فقد مثلت في حالة اعتقال، ومظاهر الإرهاق والتعب بادية عليها، خاصة بعد أن رفضت الغرفة الاستجابة لملتمس السراح المؤقت الذي تقدم بها دفاعها، قبل أن يطعن محاميها بالاستئناف في قرار الرفض أمام محكمة الاستئناف، التي قضت بإخلاء سبيلها، بعد أن تمكنت عائلتها من الحصول على تنازلين مكتوبين للمطالبين بالحق المدني، من عائلتي الشابين ضحيتا حادثة السير، أدلى بهما الدفاع أّمام الاستئنافية، التي بتت في ملتمس السراح، ثم بعد ذلك أمام محكمة الموضوع، التي تتابعها بتهم تتعلق ب”السرعة المفرطة، والقيادة تحت تأثير السكر، والتسبب في قتل غير عمدي نتيجة حادثة سير”، والتي قررت، أول أمس، تأخير المحاكمة لجلسة 2 أكتوبر المقبل، من أجل إطلاع أطراف القضية على التنازلين المذكورين. واستنادا إلى مصدر مطلع على القضية، فقد تقرّر منح أملقي، البالغة من العمر 20 سنة والحائزة على لقب مسابقة ملكة جمال العالم لسنة 2018 المنظمة في بيروت، السراح المؤقت غير المشروط، إذ استجابت استئنافية مراكش للملتمس، بدون أن تلزمها بأداء أي كفالة مالية، وبدون أن تتخذ الإجراءات التحفظية في حقها، من قبيل سحب جواز سفرها، ووضعها تحت المراقبة القضائية لضمان عدم مغادرتها التراب الوطني وحضور باقي جلسات محاكمتها، خاصة وأنها تقيم خارج المغرب. ولم تكد “الملكة” تغادر السجن، حتى سارعت إلى إعلان خبر إخلاء سبيلها على حسابها بتطبيق “سناب شات”، لافتة إلى أنها سترد، من خلال بث فيديو مباشر، على من وصفتهم ب”المرضى والمنافقين وصحافة آخر الزمان”. قرار منح السراح المؤقت غير المشروط ل”باربي” أثار ردود أفعال حقوقية غاضبة، فقد أصدر فرع المنارة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بيانا، استنكرت فيه إخلاء سبيل متهمة بالتسبب في مصرع شخصين ينحدران من عمالة آسفي، أحدهما قاصر في ال 17 من العمر، والآخر يبلغ 23 سنة، وطالبت الجمعية بتفعيل القانون وترتيب الجزاءات القانونية في حق السائقة، وعدم إفلاتها من المحاسبة واعتماد مبدأ المساواة أمام القانون، وإنصاف الضحيتين وأسرتيهما، شاجبة هجوم السائقة، فور إطلاق سراحها، على الصحافة والجمعيات التي تناولت خبر ارتكابها لحادثة سير، وهي في حالة سكر طافح، أسفرت عن مقتل شخصين. وتأجج الغضب الحقوقي، خاصة في ظل الحديث عن توالي إفلات مرتكبي حوادث السير المميتة من العقاب، خاصة من المشاهير وذوي النفوذ، مستدلة على ذلك بحالة لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم، أمين حارث، الذي تم الاكتفاء بمتابعته في حالة سراح، بعد ارتكابه، مؤخرا، لحادثة سير مميتة، دهس خلالها شخصا، يعمل حارس أمن خاص، يبلغ 31 سنة، لقي مصرعه لحظات قليلة بعد نقله إلى قسم المستعجلات بمستشفى “ابن طفيل” المحلي.