توفي صباح اليوم بمستشفى طالب ينتمي إلى منظمة التجديد الطلابي، متأثرا بجروح غائرة نجمت عن اعتداء شنيع تعرض له الطالب يوم الأربعاء الماضي داخل الحرم الجامعي بفاس، على يد طلبة قاعديين. ويتعلق الأمر بالطالب عبد الرحيم الحسناوي، 21 سنة، كان يدرس بشعبة الدراسات الإسلامية بمكناس، والذي وافته المنية صباح اليوم بمستشفى الغساني بفاس بعدما أجريت له عملية استعجالية لم توقف النزيف الذي تعرض له بعد الاعتداء. وتعود أطوار القضية إلى يوم الأربعاء الماضي، عندما أعلنت منظمة التجديد الطلابي عن تنظيم ندوة تحت عنوان "يسار الإسلاميون والديمقراطيون"، وكان من المنتظر أن يشارك في فعاليات هذه الندوة كل من عبد العالي حامي الدين وأحمد مفيد وحسن طارق. ومباشرة بعد إعلان عناصر التجديد الطلابي عن فعاليات الندوة اشتعلت الاحتجاجات داخل الحرم الجامعي من قبل الطلبة القاعديين، الذين عمموا بلاغات يهددون فيها بمنع الندوة. وبلغت التهديدات حد التهديد بالقتل، حسب ما جاء في بيان الطلبة القاعديين الذي قالوا "لن يمروا وإذا مروا فعلى جثثنا...لا سلام لا استسلام معركة إلى الأمام". وكان القصد من هذه التهديدات الاحتجاج على حضور عبد العالي حامي الدين، معتبرين أنه المسؤول عن وفاة ايت الجيد، وبالتالي فإن دخوله الحرن الجامعي "محرما". وأفادت مصادر اليوم 24 أن "المشاركين في الندوة تلقوا اتصالات من رئاسة الجامعة ومن مسؤولين حكوميين وجهات أمنية تستفسرهم عن الحضور"، وقالت المصادر ذاتها إن "التبريرات كانت هي توتر الأجواء داخل الحرم الجامعي". وفي ظل الأجواء المشحونة، قرر فصيل التجديد الطلابي الإعلان عن تأجيل الندوة تفاديا لأي انزلاق، واختار الطلبة الإعلان عن ذلك في حلقية وسط الجامعة، وهنا اندلعت المواجهات. وقالت مصادر اليوم 24 إن الطلبة القاعديين هاجموا طلبة التجديد الطلابي، واقتحموا المقصف حيث كان يجلس عبد الرحيم الحسناوي وضربوه وفتشوه، وعندما علموا بانتمائه إلى منظمة التجديد الطلابي قطعوا عرقا برجله، حيث نقل بعدها إلى المستشفى في حالة مزرية. وأجريت له عملية استعجالية، إلا أن حالته كانت سيئة، وتوفي صباح اليوم.