وجه سليمان العمراني، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رسالة شديدة اللهجة إلى الوزير “التجمعي” رشيد الطالبي العلمي، إثر كلمته، أول أمس السبت، في افتتاح الجامعة الصيفية، لشبيبة حزبه في مراكش. وقال العمراني في الرسالة، التي نشرها، صباح اليوم الاثنين، بصفحته الشخصية، في “فايسبوك”: “أتساءل لماذا أنتم باقون في حكومة يقودها حزب بالمواصفات، التي ذكرتَ؟ ولماذا تبقى هذه الحكومة أصلا؟ شيء ما ليس على ما يرام”.. . وأضاف العمراني: “نريد أن نعرف، هل هذا موقفا شخصيا رغم خطورته أم هو موقف الحزب؟ لا بد من الوضوح..”. وقال نائب العثماني، أيضا: “اطلعتُ كما اطلعتْ قيادة حزب العدالة والتنمية ومناضلوه، والرأي العام الوطني على تصريحاتك في الجامعة الشبابية لحزبك عن حزبنا دون أن تسميه، وبما أن موقفك المعبر عنه لم يكن داخليا مما كان يستوجب لو كان الأمر كذلك اللجوء لقنوات الأغلبية لمعالجة ما تنبغي معالجته، ولأنك قيادي في حزبك وكلامك له أبعاده ودلالاته خصوصا أنك عبرت عنه أمام قيادة حزبك، فليتسع صدرك لهذه الكلمات”. وتابع العمراني: “إن كلامك لم يتوقف عند حدود انتقاد بعض المواقف ضد حزبك مما يمكن أن يُفْهم ويُتَفَهَّم، بل تعداه إلى تَقَصِّدِ حزب العدالة والتنمية دون الحاجة لأي تأويل، وإلا فمن تقصد بكلامك ‘لأنه بداو من 2010 وبداو التشكيك في البرلمان والتشكيك في الأحزاب والتشكيك في الزعماء والتشكيك في المؤسسات الدستورية والتشكيك في الجماعات الترابية..'، إلى أن تقول: ”معركة مشروعين مجتمعيين، مشروع ندافع عليه كمغاربة كاملين والذي عشنا فيه وكبرنا ومشروع آخر دخيل، باغين يخربو البلاد باش يساهل ليهم أنه يوضعو يديهم على البلاد”. ويرى النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية في رسالته، أن “هذه المواقف الخطيرة والمسيئة وغير المقبولة تنتهك بشكل سافر ميثاق الأغلبية، الذي يعتبر حزب الأحرار من بين الموقعين عليه”. وذكر العمراني الوزير العلمي بأنه رد على عبد العلي حامي الدين، قبل شهر ونصف الشهر، على موقفه ضد حزب “الأحرار”، على الرغم من أنه ليس عضوا في الأمانة العامة للحزب، مضيفا، “مع العلم أن موقف الأخ عبد العلي إذا كان معيبا في شكله فقد يكون له أساس موضوعي يستدعي إذا كان الأمر كذلك التعبير عنه عبر القنوات المتاحة”. وذكر العمراني بأن حزبه نال الثقة الكبيرة للمغاربة في اقتراعات 25 نونبر 2011، و4 شتنبر 2015، و7 أكتوبر 2016، وخاطب الوزير العلمي: “فهل تجرؤ على وصف المغاربة ب”جريمة” دعم مشروع تلك مواصفاته يقود الحكومة للمرة الثانية على التوالي، ويرأس أغلب المدن الكبرى؟ هل يمكن أن تصف المغاربة بالقاصرين؟”. وتساءل المتحدث ذاته “هل هذه هي الديمقراطية؟ وهل نسيتَ أن حزبك لم يتجاوز بالكاد 37 مقعدا، لكنه تحكم بقدرة قادر في مفاوضات تشكيل الحكومة، التي أسندت مهمة تشكيلها للأستاذ عبد الإله بن كيران الذي نال حزبه بقيادته 125 مقعدا، وعمل على ليِّ الذراع، وأثمرت مساعيه ”غير الحميدة” في خلق البلوكاج..”. وختم سليمان العمراني رسالته بالقول: “وإلى ذلك الحين أقول للسيد العلمي إنكَ مع الأسف الشديد أخطأتْ رسالتك العنوان، ونؤكد لك مرة أخرى أن حزب العدالة والتنمية رغم الذي وقع باق على وفائه لكل حلفائه وشركائه، وأخلاقه السياسية تلزمه أن يحترم قواعد الاختلاف وقنوات تصريفه ولن يشتط مهما بلغت الإساءة به لأنه في النهاية كل إناء بما فيه ينضح..”. وكان رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، والقيادي في التجمع الوطني للأحرار، هاجم أول أمس السبت، حزب العدالة والتنمية متهما إياه بالسعي إلى "تخريب البلد" بالتشكيك في المؤسسات والمنتخبين. الطالبي العلمي الذي كان يتحدث أمام شباب الحزب التجمع الوطني للأحرار، وجه انتقادات إلى نظام الرئيس التركي "أردوغان"، وقال إن حزب رئيس الحكومة يقله، بينما الزعيم التركي يمثل نموذجا فاشلا ويقود الاقتصاد التركي الى الهلاك.