تسببت بعض القرارات التي اتخذتها إدارة المكتب الشريف للفوسفاط بمدينة آسفي، في جدل واسع داخل أوساط جمعيات آباء وأولياء أمور التلاميذ وكذا عددا من النقابات التعليمية، التي نددت بما وصفته تدخل إدارة مكتب الفوسفاط في الشؤون التعليمية بالإقليم، وذلك عبر تنقيل تلاميذ من مدارس معينة صوب أخرى، بينما راحت الإدارة ذاتها منذ العام الماضي في التفاوض مع جهات في وزارة التربية الوطنية بغية تفويت مدارس عمومية في كل من آسفيوخريبكة للمكتب الشريف للفوسفاط. واستنكرت الفيدرالية الوطنية لجمعية الآباء وأمهات التلاميذ وأولياء التلامذة بالمغرب والرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، إضافة لجمعيات آباء وأولياء أمور التلاميذ بعدة مؤسسات عمومية وخصوصية، ما اعتبرته تدخلا في الشأن التربوي التعليمي، وكذا ضرب الاستقرار النفسي للتلاميذ وتعريضهم للخطر بسبب نقلهم إلى مدارس أخرى خصوصية بجانبها أسلاك كهربائية تشكل خطورة على التلاميذ وحتى دون الاستشارة والرجوع إلى أولياء التلاميذ لأهداف تخدم مصلحة إدارة الفوسفاط، ونقلت إدارة الفوسفاط زهاء 400 تلميذ وتلميذة إلى مدرسة أخرى تقع بهامش مدينة آسفي. وأبرز بلاغ للهيئات المذكورة توصلت “اليوم24” بنسخة منه، نموذجا حول “ترحيل” التلاميذ بشكل تعسفي من المدرسة الخصوصية “الإقامة” صوب مدرسة “الإليبليا”، وذكرت مصادر نقابية أن مكتب الفوسفاط يُهيئ ثانوية “فاطمة الفهرية” وكذا ثانوية “الحنصالي” للإفراغ التام بهدف استغلالهما كباقي المؤسسات التعليمية التي يملكها مقابل استفادة 20 في المائة من أبناء المعوزين من ولوجها، ولم يفت هيئات أولياء أمور التلاميذ عزمها خوض وقفة احتجاجية الأسبوع الجاري وقبلها ندوة صحفية للتعريف بالقضية. وكانت ست نقابات تعليمية (النقابة الوطنية للتعليم والجامعة الحرة للتعليم والمنظمة الديمقراطية والجامعة الوطنية والنقابة الوطنية وكذا الجامعة الوطنية للتعليم) بكل من خريبكةوآسفي نددت بتفويت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني لخمس مؤسسات تعليمية ابتدائية إلى المجمع الشريف للفوسفاط. وقالت النقابات التعليمية في بلاغ لها، إن المكتب الشريف للفوسفاط بدل القيام بدور تنموي بجهة خريبكةوآسفي، حولها إلى منطقة منكوبة تتفشى فيها العطالة والأمراض والآفات الاجتماعية، وتملص من تسيير المؤسسات التعليمية التي في ملكيته، حيث فوتها للخواص، مشيرة إلى أنه دخل في عملية خوصصة لكل المرافق الاجتماعية، واصفة مجمع الفوسفاط ب”اليد السوداء” التي وصلت للمدارس العمومية لتقديمها لقمة سائغة للخواص في إطار صفقات ريعية بامتياز، بحسب وصف البلاغ.