مع اقتراب موعد المؤتمر 13 لحزب الحركة الشعبية المقرر في 28، و29 و30 شتنبر المقبل بالرباط، يعيش الحزب حالة من التقاطب الداخلي بين دعاة استمرار امحند العنصر، الأمين العام الحالي ودعاة دعم محمد حصاد وزير التربية الوطنية المقال من طرف الملك في أكتوبر 2017، على خلفية تأخر مشاريع الحسيمة، والذي التحق بالحزب حديثا مع تشكيل حكومة العثماني في أبريل من العام الماضي. النواة الصلبة التي تدعم استمرار العنصر، تنظر لحصاد بتوجس وتحثه الأمين العام الحالي على إعادة الترشح، خاصة بعد تمهيد الطريق أمامه بتعديل القانون الأساسي للحزب لصالحه. فرغم أن لعنصر صرح قبل أشهر بأن حالته الصحية وتقدمه في السن لا تسمح له بالاستمرار على رأس الحزب، فضلا عن تزعمه الحزب لمدة حوالي 30 سنة، إلا أن هؤلاء يخشون من فقدانهم الحزب بانتخاب حصاد، ولهذا يضغطون على العنصر لإعادة الترشح، ومن أبرز هؤلاء، هناك حليمة العسالي المرأة القوية في الحزب، وصهرها محمد أوزين، والبرلمانيان حميد كوسكوس عضو مكتب مجلس المستشارين، والمهدي عثمون رئيس لجنة الداخلية بنفس المجلس. حسب مصدر من الحزب، فإن وعودا من مجموعة العنصر لهؤلاء بالحفاظ على مسؤولياتهم في الحزب والغرفة الثانية وراء هذا الدعم. لكن المصدر أكد أن هذه المجموعة مستعدة للدفع بشخصية حركية أخرى معروفة إذا رفض العنصر الترشح، مثل سعيد أمسكان، الذي أعلن مسبقا أنه غير معني بقيادة الحزب، لكن المصدر يشير إلى إمكانية التوافق على ترشيحه ولو لمرحلة انتقالية في أفق الانتخابات التي ستجري في 2021. من جهة أخرى، هناك محمد مبدع ومحمد الفاضلي اللذان يترقبان موقف حصاد، فكلاهما يرغبان في الترشح للأمانة العامة، لكنهما مستعدان للتراجع إذا تبين أن حصاد يريد الترشح، فهما يعرفان أنه إذا أعلن ترشيحه، فذلك يعني أن هناك إرادة فوقية لقيادته الحزب. حسب مصدر مطلع، فإن مبدع يلعب على حبلين، فهو يتفاوض مع أنصار لعنصر، ومن جهة أخرى يبدي استعداده لدعم حصاد. أما الفاضلي، فهو يترقب ويريد أن يكون مع الجهة الرابحة، يقول المصدر. لكنهما معا يعرفان أنه إذا كان هناك تعدد للترشيحات للأمانة العامة: العنصر والحصاد ومبدع والفاضلي، فإن الكفة ستميل إلى العنصر، ولهذا فهما مستعدان للتراجع لدعم حصاد، ويعتقدان أن مستقبلهما في الحزب سيكون أفضل معه. لكن هناك حركيون آخرون غاضبون يرون في محطة المؤتمر فرصة للعودة للحزب، ويعتقدون أن صعود حصاد فرصة لعودتهم وكسر هيمنة العنصر ومن حوله. لكن خارج دائرة الأسماء البارزة، فإن عددا من أعضاء المجلس الوطني الغاضبين من العنصر يتحركون لدعم حصاد منهم برلمانيون ومؤتمرون. لكن لحد الآن، لا تبدو الصورة واضحة، فالعنصر صامت ولم يبد في الآونة الأخيرة أي موقف بخصوص ترشحه، فيما محمد حصاد حريص على حضور جميع الاجتماعات سواء في المكتب السياسي أو في اللجان التحضيرية للمؤتمر، دون التعبير عن أي طموح للترشح. قيادة الحزب تبنت التعديلات القانونية التي وضعتها اللجنة التحضيرية وفتحت بها الباب لكل من العنصر وحصاد للترشح ورفعت كل العوائق في وجههما، لكن الجميع ينتظر "الإشارة"ّ، التي قد تأتي في آخر لحظة أو قد لا تأتي.