يبدو أن النقابات المغربية عازمة على جعل النزول إلى الشارع سلاحا ضد السياسات الحكومية، فبعد مسيرة المركزيات النقابية الثلاث ومسيرة النساء ، نزلت اليوم المنظمة الديمقراطية للشغل إلى الشارع، مشهرة تهديدات التصعيد في وجه بنكيران. مسيرة "الربيع الأسود" التي انطلقت من ساحة باب الحد بالرباط، عرفت مشاركة الأطر العليا المعطلة، والأساتذة المجازين وأصحاب الماستر، المطالبين بالترقية بالشهادة، والمنظمة الديمقراطية لتحالف التجار والحرفيين، واتحاد النقابات المستقلّة بالمغرب، وجمعية تحالف خريجي كليات الطب بالمغرب، علاوة على مجموعة من النساء السلاليات وسائقي سيارات الأجرة، ليقارب العدد الإجمالي للمشاركين ألف وخمسمائة مشارك حسب التقديرات. المشاركون رفعوا شعارات مناهضة في أغلب الأحيان لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وسياسته الحكومي، "ما دار والو ما يدير والو بنكيران يمشي بحالو"، "الحكومة بدون، البرلمان بدون، بنكيران بدون،" ،"هادي هي الهزيمة عطيو للشعب الكلمة". علي لطفي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، اعتبر مسيرة نقابته مكملة لمسيرة المركزيات النقابية الثلاث، التي وصفها ب"الرسالة الأولى للسيد بنكيران بخصوص الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للطبقة العاملة المغربية ." لطفي قال،أن المسيرة ترمي إلى توجيه عدة رسائل لبنكيران، "كفى من الإجهاز على حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة المغربية كفى من الزيادة في أسعار المحروقات وأسعار المواد الغذائية والخدماتية من الماء والكهرباء والنقل، ونقول له كذلك كفى من التراجعات بخصوص حقوق المعطلين المغاربة الذين قامت الحكومة بالإجهاز على حقهم في الإدماج، " مؤكدا أن المسيرة تعبير عن "يأسنا وعن تذمرنا من السياسة التفقيرية والاستبدادية لحكومة السيد بنكيران." ورغم أن نقابته لا تشارك في جلسات الحوار الاجتماعي بسبب التمثيلية، عبر لطفي عن عدم تفاؤله بنتائج هذا الحوار لكونها "لم تأت بجديد، والدليل على هذا أنه مباشرة بعد خروج المركزيات النقابية من جلسات الحوار أعلنت الحكومة عن زيادة في أسعار المحروقات ومباشرة كذلك أعلن السيد وزير التشغيل أنه لن تكون هناك زيادة في الأجور، إذن لا ننتظر شيئا من هذا الحوار الاجتماعي." حوار وصفه الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل ب" جلسة نقاش وتداول في مذكرة مطلبية، " مضيفا " سننتظر فاتح ماي لنسمع خطابا رنانا لن يأتي بجديد، لذلك لم ننتظره للنزول إلى الشارع لأننا على يقين أنه لن تكون هناك نتائج إيجابية لصالح الطبقة العاملة المغربية ، كل ما هناك الآن من البوادر التي تم الإعلان عنها مباشرة بعد اللقاء الأول بين المركزيات النقابية والحكومة ببين بجلاء أنه لن ننتظر شيئا من هذه الحكومة ." مؤكدا في نفس الوقت "نحن لن نتواصل مع حكومة تريد أن تجعل من جلسات الحوار الاجتماعي لقاءات تبادل الأفكار والمذكرات، نريد حوارا اجتماعيا مؤسساتيا يفضي إلى معالجة المشاكل القائمة وإلا لن نجلس على طاولة المفاوضات." النقابة التي نزلت اليوم للشارع للاحتجاج ضد "التفقير والاستهتار بحقوق الشغيلة المغربية وضد سياسة فرض"، مطالبةب"الرفع من الحد الأدنى للأجر في كل القطاعات، والزيادة في معاشات التقاعد، وخلق فرص الشغل للعاطلين، وإدماج خريجي الجامعات منهم في أسلاك الوظيفة العمومية والمؤسسات العمومي، والاستجابة للمطالب الفئوية، أعلنت عزمها على خوض إضراب في الوظيفة العمومية والجماعات المحلية، يوم 15ماي، مؤكدة توجهيها الدعوة إلى المركزيات النقابية للمشاركة في الاحتجاج عبر إضراب عام على المستوى الوطني.