غداة أحداث العنف والشغب التي تورط فيها مهاجرون أفارقة، ينحدرون من دول إفريقية جنوب الصحراء صباح الثلاثاء الماضي، في حي سكني بمنطقة مسنانة، نفذت السلطات المحلية مدعومة بوحدات من قوات الأمن والقوات المساعدة، مداهمة مباغتة فجر أول أمس الخميس، وأسفرت عن حجز زوارق مطاطية ومحركات مائية ووسائل أخرى تستعمل في عمليات الإبحار الجماعي. وباشرت السلطات المحلية بتنسيق مع المصالح الأمنية التابعة للدائرة الحادية عشرة، عملية التدخل في حق المهاجرين الأفارقة غير الحاملين لوثائق الإقامة القانونية، بعد تجميع معطيات أمنية تفيد بنشاط شبكات إجرامية متخصصة في تهريب البشر عبر السواحل المغربية، وهي الأنشطة التي تعرف تزايدا مضطردا منذ شهور، إذ بالرغم من الحملات والملاحقات الأمنية للمشتبه فيهم، إلا أن الكم الكبير من المرشحين للهجرة السرية الوافدين على شواطئ مدينة طنجة، أكبر بكثير من الإمكانات اللوجيستية والبشرية لملاحقة الشبكات المنظمة لعمليات التهجير. مصادر من السلطات المحلية، قالت ل "أخبار اليوم" إن حصيلة العملية الأمنية التي همت عدة أحياء في منطقة مسنانة، من بينها حي "خندق الرمان" الذي كان مسرحا لاشتباكات عنيفة بين مسلحين أفارقة ومواطنين مغاربة، قاربت 250 موقوفا ينتمون لجنسيات مختلفة ينحدر أغلبها من دول الكاميرون، غينيا، سيراليون، مالي، غامبيا، كوتيفوار. وتعد هذه العملية هي الثانية من نوعها في غضون شهر واحد، التي تستهدف منطقة مسنانة باعتبارها "قلعة محصنة" للمهاجربن الأفارقة العابرين، بعد المداهمة التي نفذتها السلطات المحلية بإشراف من رئيس الدائرة الحضرية بوخالف، منتصف شهر يوليوز الماضي، والتي مكنت من توقيف نحو 180 مهاجرا تم ترحيل أغلبهم إلى دولهم بتعليمات من النيابة العامة. بخصوص مصير الموقوفين الجدد، أفاد مصدر من السلطات المحلية للجريدة أن المشتبه في ارتكابهم أفعالا إجرامية خلال أحداث الشغب الأخيرة، سيتم تقديمهم أمام العدالة للنظر في أمرهم، في حين سيتم تنقيط باقي الموقوفين قبل إعادة انتشارهم على مدن أخرى، لتخفيف الاكتظاظ المتزايد على مدينة طنجة من طرف المهاجرين الأفارقة، خاصة في منطقتي "الرهراه" و"مسنانة"، مستغلين الكثافة السكانية في هذه الأحياء العشوائية، ووجود غابات مجاورة للاختباء. وكان عشرات المهاجرين الأفارقة تسببوا صباح يوم الثلاثاء الماضي، في مواجهات عنيفة وسط حي سكني، إثر نشوب خلاف بين مجموعة من المكترين الأفارقة وبين جيرانهم في نفس الحي، قبل أن تتطور الأمور إلى اشتباكات عشوائية، استعملت فيها الهراوات والألواح الخشبية والحجارة وأسلحة بيضاء، وأسفرت عن إصابة حارس ليلي وابنه بجروح متوسطة، فيما لم يعرف طبيعة الإصابات التي لحقت بالمهاجرين الأفارقة الذين لاذوا بالفرار إلى وجهة مجهولة.