بعد حوالي أسبوعين من الأزمة التي تتخبط وسطها الخطوط الملكية المغربية، جراء اشتداد احتجاجات طياري الجمعية المغربية لربابنة الطائرات، بإضرابهم عن العمل وإرغامهم الشركة على إلغاء مجموعة من الرحلات الجوية بشكل يومي، تُظهر مؤشرات هذا الاحتقان الكبير بين طرفي النزاع الداخلي (إدارة الشركة والربابنة) أن بوادر حل غير موجودة في المستقبل المنظور، فضلا عن أن هذا الإضراب يتزامن مع فترة الذروة الموسمية في الصيف. ووسط كل هذه الظروف المتشنجة يرجح ألا يُبدي الطيارون أي مرونة بما يكفي لتجنب مزيد من الاضطرابات في الرحلات المبرمجة، حسب ما أكده أحد قادة الطائرات، ويرجح أن يستمر الحال على ما هو عليه إلى غاية شتنبر المقبل، ما لم يتوصل الربابنة وإدارة الشركة إلى اتفاق يخمد النار المشتعلة في هذا الملف. وتبقى المفاوضات اليوم بين إدارة الخطوط الملكية المغربية وموظفيها الغاضبين في حالة جمود، كما أنه ما من رؤية خاصة بحالة التوقفات والإلغاءات التي فاقت 100 رحلة منذ 20 يوليوز المنصرم، وهو ما يؤشر بأن الأمر لن يكون سهلا في موسم الصيف الحالي، حسب ما أكده أحد أعضاء مكتب الجمعية المغربية لربابنة الطائرات. وفي السياق نفسه، أكد قائد طائرة آخر عن الجمعية نفسها، التي ينضوي تحتها الطيارون الغاضبون، بأن الحركة الاحتجاجية الحالية ستستمر طوال موسم الصيف، وذلك لأن الربابنة لا ينوون قبول شكل عقوبات ناتجة عن مخطط رحلات مكتظ، وغير معقول، مقارنة مع ما هو متوفر حاليا في حجم الربابنة، في تصريح لموقع ميديا 24. المصرح نفسه، تابع قوله ليشدد بأنه من غير المعقول الاستمرار في تأمين رحلات جوية غير مخطط لها وغير متوقعة، في وقت لا نشكل فيه فريقا كبيرا من الربابنة، مشددا بأن تفادي حالات التوقف الحالية سيكون بوضع برنامج لتوفير ما بين 700 و800 طيار لأسطولها الجوي، وليس كما هو الحال عليه ب540 ربانا فقط في كل الشركة. كما أن الوضع المتشنج في المطارات يقع على عاتق إدارة "لارام"، باعتبار الأخيرة قررت رفع عدد رحلاتها وحجم التذاكر المباعة، دون أن تبدي أي اهتمام بقدرة طاقاتها البشرية في نقل المسافرين. الربان نفسه قال إن زملاءه كانوا مرنين وبقدر عال من السلاسة، كما أنهم لم يشتكوا من هذا الوضع منذ مدة، لكن اليوم، صار الوضع غير مقبول ولا يُطاق، كما أننا لم نلمس أي تقدير من الإدارة (إدارة لارام) لقاء الجهود التي كنا نقدمها. وأضاف الطيار نفسه، في تصريح مطول لموقع "ميديا 24″، أن كل ما يحدث تبقى إدارة "لارام" مسؤولة عنه لوحدها، فهي تدّعي بأن طاقم ربابنتها عادي وكاف لتأمين كل الرحلات، ليشدد بأنها تميز بين الربابنة المغاربة وزملائهم من الربابنة الأجانب، والذين لا يخضعون للأعمال الإضافية ذاتها. 6