وصفت مستشارة الأمن القومي الأمريكي في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، سوزان رايس، ما أحاط بالاجتماع المغلق بين الرئيسين الأمريكي والروسي في هلسنكي مطلع الأسبوع الحالي، ودون مستشارين أو مدوني ملاحظات، بأنه كان "وصفة كارثية" لإيران. ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن رايس قولها، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتحدث منذ مدة عن "صفقة كبرى" بشأن إيران يستخدمها للبناء من فوق نجاحاته مع كوريا الشمالية، فإنه دخل الاجتماع المغلق مع الرئيس فلاديمير بوتين ولديه مبررات التفاؤل بإمكانية تنفيذ صفقة كبرى تجاه إيران تسمح باحتمالات الحرب. أوكرانيا مقابل إيران وأضافت رايس، أن التكتم والسرية في الذي جرى داخل الاجتماعات الشخصية المغلقة بين الرئيسين ترامب وبوتين، جعل الدول الأوروبية لا تستبعد أن تكون المقايضة على "أوكرانيا مقابل إيران". والمقصود بذلك تخفيف العقوبات الأمريكية على روسيا، في مقابل الانسحاب الإيراني الكامل من سوريا، وهو الذي قد يتضمن عمليات عسكرية ضد القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها، ربما ترتقي إلى مستوى الحرب. تمارين الحرب وأشارت الغارديان إلى مجموعة شواهد تعزز فرص تنفيذ هذه "الصفقة الكبرى على إيران"، كما يبدو أن الرئيس الأمريكي يؤمن بها ويؤازره في ذلك مستشاره للأمن القومي جون بولتون، مدعومين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سبق ترامب بعدة ساعات في لقائه بالرئيس الروسي. وقالت الصحيفة، إن شواهد متتالية اعتمدها ترامب وأقدم عليها خلال الأشهر الماضية، تترك انطباعًا بأن الحرب على إيران خيار قائم بقوة لديه، وأن تلك الإجراءات التمهيدية تماثل تلك التي كانت إدارة الرئيس جورج بوش قد نفذتها قبل الإقدام على غزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين. وأضافت، أن الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى موسكو، قبل أيام من قمة هلسكني، وما سمعه روحاني خلالها من تطمينات، لا تعني الكثير بالنسبة للذين يعرفون أن موسكو لا تمتلك أوراقًا كافية، لإجبار إيران على مغادرة سوريا، الأمر الذي يعني، كما قالت الغارديان، أن بوتين باستطاعته أن يقايض ترامب بالسماح لواشنطن وتل أبيب خوض حرب ضد طهران، دون ان يكون الرئيس الروسي قد أخلّ بوعده لروحاني، وهذا ما يبدو أن الأوروبيين يتحسبون له، كما ترى سوزان رايس.