أياما قليلة بعد إطلاق الحملة الرسمية التحسيسية حول مخاطر السباحة في حقينات السدود ومجاري الأودية، أمر الوكيل العام للملك لدى استئنافية مراكش الضابطة القضائية المختصة بأن تجري أبحاثا أمنية في شأن مصرع ثلاثة أشخاص غرقا بقنوات وأحواض مخصصة للسقي الزراعي بضواحي مراكش، وتتعلق الحالة الأولى برجل مجهول الهوية، في عقده الخامس، عثر عليه مجموعة من سكان دوار "أولاد كليب"، بالجماعة القروية "أولاد بوعلي الواد" بإقليم قلعة السراغنة، زوال أول أمس السبت، وهو جثة هامدة تطفو بمياه قناة للري قرب تعاونية "الوفاق" المحلية. وقد انتقلت إلى موقع الحادث عناصر تابعة للوقاية المدنية بقلعة السراغنة وللمركز المحلي للدرك الملكي، إذ تم انتشال الجثة ونقلت لمستودع حفظ الأموات بالمستشفى الإقليمي، من أجل إجراء التشريح الطبي عليها لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة. وقبل ذلك بيوم واحد، قضى طفل يسمى "محمد. و" غرقا داخل حوض مائي بضيعة فلاحية بدوار "تادنست" بجماعة "سيدي عبد المومن" بإقليم شيشاوة، واستنادا إلى مصادر محلية، فقد حلّ الضحية، البالغ 8 سنوات، ضيفا عند أقاربه بالجماعة القروية التابعة لإقليم شيشاوة، قادما من مسقط رأسه بمدينة الدارالبيضاء، التي يتابع دراسته بإحدى مؤسساتها التعليمية بمستوى الثالث ابتدائي، لقضاء بعض الأيام من العطلة الصيفية بالدوار الذي ينحدر منها والده، لتضطره موجة الحرارة التي تشهدها المنطقة إلى السباحة بالحوض الذي يبلغ عمقه حوالي أربعة أمتار، ويستغل في تجميع المياه المستعملة في السقي بواسطة تقنية التنقيط، قبل أن يعثر عليه بعض أفراد عائلته وهو جثة هامدة طافية فوق مياه الحوض. وقد تم انتشال جثة الضحية من قبل شباب دوار تادنست، وجرى إخبار السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي التي حلت بعين المكان، وفتحت تحقيقا أمنيا لتحديد المسؤوليات وملابسات الحادث، فيما تم نقل جثة الطفل إلى مستودع الأموات بمراكش قصد إجراء التشريح الطبي الشرعي. وعصر اليوم نفسه، لقيت طفلة، تبلغ بالكاد ثلاث سنوات، مصرعها غرقا بحوض مائي بضيعة والدها، الواقعة بدوار "الحمينات" بجماعة "اهديل" بالإقليم نفسه، واستنادا إلى مصادرنا، فقد غرقت الطفلة المسماة "آسية.م" في غفلة من أبيها، الذي كان منشغلا بالقيام بأعمال فلاحية، والذي حاول إنقاذها من خلال انتشالها من مياه الحوض، والمسارعة إلى نقلها عبر سيارة متوجها بها نحو المستشفى الإقليمي بشيشاوة، غير أنها لفظت أنفاسها الأخيرة قبل الوصول إلى المؤسسة الاستشفائية المذكورة، ليتم نقل جثتها إلى مستودع الأموات بمراكش قصد إخضاعها للتشريح الطبي، فيما استهلت الضابطة القضائية أبحاثها الأمنية التمهيدية بالاستماع إلى إفادة والد الضحية.