أعلنت هيئة الانتخابات المكسيكية، رسميا، عن فوز مرشح اليسار أندريس لوبيز أوبرادور في انتخابات الرئاسة في المكسيك بنسبة 53% من الأصوات، وفق تقديرات رسمية، ليكون بذلك أول رئيس يساري في تاريخ البلاد. واستغل لوبيز، الذي حاول الحصول على هذا المنصب مرتين من قبل في عامي 2006 و2012، غضب الشعب من سياسات السلطة السابقة في ظل فضائح الفساد والعنف، حيث وعد الناخبين بتخليصهم من "مافيا السلطة". وفور نجاحه ألقى أوبرادور خطبة حماسية أكد خلالها أن مهمته الأولى ستكون مكافحة الفساد الذي تفشى في بلاده نتيجة فشل النظام السياسي على حد قوله، مؤكدا "بسبب الفساد تفشى العنف في بلادنا". كما أعلن الرئيس الجديد صاحب ال64 عاما أنه يريد إقامة علاقة صداقة وتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك بعدما هنأه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على "تويتر"، مبديا استعداده للعمل معه قائلا: "هناك الكثير من العمل الواجب القيام به لمصلحة كل من الولاياتالمتحدةوالمكسيك". Congratulations to Andres Manuel Lopez Obrador on becoming the next President of Mexico. I look very much forward to working with him. There is much to be done that will benefit both the United States and Mexico! — Donald J. Trump (@realDonaldTrump) July 2, 2018 ووعد أوبرادور الذي يقدم نفسه على أنه يساريا بتخفيض رواتب كبار المسؤولين مقابل زيادة أجور الطبقة المتوسطة، كما وعد أيضا ببيع الطائرات الرئاسية الفاخرة وتحويل القصر الرئاسي إلى حديقة، مؤكدا أنه سيقلص راتب منصب رئيس الجمهورية للنصف. وبدأ لوبيز الذي شغل منصب عمدة مدينة مكسيكو من قبل مسيرته السياسية كعضو في الحزب الثوري الدستوري الحاكم، ثم انضم بعدها لحزب الثورة الديمقراطية قبل أن يشكل حزبه الخاص المعروف باسم التحرر الوطني. وقال لوبيز أوبرادور للصحفيين بعد فوزه إن الفساد يعد "السبب الأساسي" لعدم المساواة والعنف الإجرامي اللذين عانت منهما المكسيك لسنوات، وأضاف أنه لن يستثني أحدا خلال جهوده لاجتثاث الفساد. وتابع قائلا "سي عاقب المذنب أيا كان ويشمل ذلك الزملاء والمسؤولين والأصدقاء والأسرة". وسيتولى لوبيز أوبرادور الرئاسة في دجنبر ليصبح في مواجهة حكومة أمريكية معادية للمكسيك على نحو صريح فيما يتعلق بالتجارة والهجرة. وخلال دقائق من ظهور نتيجة استطلاع آراء الناخبين، أقر منافساه ريكاردو أنايا، الزعيم السابق لحزب العمل الوطني المنتمي ليمين الوسط، وخوسيه أنطونيو ميادي، مرشح الحزب الثوري التأسيسي الحاكم، بالهزيمة. ويشكل فوز "لوبيز" هزيمة مخزية للحزب الثوري التأسيسي، الذي حكم المكسيك 77 سنة، خلال 89 سنة الماضية، وأيضا لمنافسه المحافظ حزب العمل الوطني، الذي أنهى حكم الحزب الواحد بهزيمة الحزب الثوري التأسيسي في عام 2000 ثم فقد السلطة بعد 12 سنة. وكان إرسال الرئيس السابق "فيليبي كالديرون"، المنتمي إلى حزب العمل الوطني، الجيش لمحاربة العصابات، في عام 2007، قد أدى إلى مقتل نحو 230 ألف شخص. ويقول "لوبيز أوبرادور" إنه سيجرب طرقا جديدة لحقن الدماء، تشمل منح عفو لم تتضح معالمه بعد لبعض من يعملون لصالح عصابات المخدرات.