وجه الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية انتقادات شديدة اللهجة إلى مندوبية إدارة السجون، معبرا عن رفضه الشديد لمضامين البلاغ الذي أصدرته ردا على مداخلة برلمانية بخصوص ظروف اعتقال الصحافي توفيق بوعشرين، والناشط في حراك الريف ناصر الزفزافي. وبعد أن هاجمت المندوبية الفريق النيابي على خلفية سؤال شفوي طرح البرلماني محمد بنجلول، حول ظروف اعتقال بوعشرين، عبر فريق "البيجيدي" عن رفضه لما صدر عن هذه المؤسسة التابعة للحكومة. واعتبر بلاغ صادر عن الفريق، أن إدارة السجون تطاولت على اختصاصات البلمان ومهام أعضائه، عبر بيان يستدرك بلغة "غير مهنية وغير مقبولة أو لائقة على ما دار في جلسة دستورية، تتم في إطار مراقبة مجلس النواب لعمل الحكومة (..) وعلى أساس فصل السلط وتوازنها وتعاونها وربط المسؤولية بالمحاسبة. كما شدد البلاغ على استغرابه وبقوة من إقدام هذه الإدارة على التذكير والإشادة في بلاغها بمختلف آليات ومؤسسات المراقبة بما فيها التابعة لجهات أجنبية، في حين يضيق صدرها أمام قيامة المؤسسة البرلمانية بدورها في المراقبة. كما ذَكّر البلاغ إدارة السجون، بأن البرلمان هو صاحب الإختصاص الأصلي في مراقبة عمل الحكومة والإدارات التابعة لها، وأنه هو الذي يشرع لباقي المؤسسات والآليات المعنية بمراقبة المؤسسات السجنية. وشدد على أن ما قام به النائب البرلماني عن الفريق يدخل في صلب مهامه الدستورية كنائب عن الأمة يمارس دوره الرقابي ويتمتع بالحصانة الدستورية، وهو يبدي رأيه خلال مزاولته لمهامه بمسؤولية موضوعية، معتبرا أن ما أثاره النائب المذكور لم يكن محض ادعاء، وإنما كان مبنيا على معطيات وردت في تقارير لمؤسسة وطنية رسمية ولمؤسسات حقوقية. كما جدد الفريق أنه لن يتوانى عن الدفاع عن كل النزلاء لضمان استفادتهم من الحقوق التي يضمنها الدستور والقانون وفي استثمار كل السائل والآليات الرقابية التي يتيحها الدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب لمراقبة عمل هذه الإدارة والتأكد من استعمالها للإمكانات االمالية المتاحة لها وفق مبدأ الحكامة الجيدة بما يضمن تحسين ظروف عيش كل النزلاء. وكان النائب البرلماني بنجلول قد تعرض خلال مداخلة له، أمس الإثنين، حول معاناة نزلاء المؤسسات السجنية، وحرمانهم من حقوقهم، متطرقا إلى ظروف اعتقال توفيق بوعشرين، مؤسس جريدة "أخبار اليوم"، داخل سجن عين برجة بالدار البيضاء، والذي يطالب منذ ثلاثة أشهر، بطبيب بسبب آلام في الكتف، دون أن تستجيب الجهات المعنية، ويكتفي فقط بالمسكنات لوضع حد للآلام. وقال بنجلون إن "بوعشرين يعاني أيضا بسبب الحراسة المستمر أثناء وقت الفسحة اليومي، وأيضا للحراسة من مكان قريب جدا أثناء الزيارة، ثم للحرمان من إرسال الرسائل إلى أسرته". البرلماني نفسه، توقف أيضا عند معاناة ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، وقال إنه لازال في السجن الانفرادي بعد سنة من اعتقاله، في مخالفة للقوانين الوطنية والمواثيق الدولية. وشدد على أنه رغم الحديث المتكرر عن حالات تعذيب داخل السجون، لازال البرلمانيون ينتظرون التوضيحات. مداخلة بنجلول دفعت إدارة السجون إلى مهاجمة فريق البيجيدي والذي وصفته بالجهة التي تتجاهل الآليات الرقابية المؤسساتية، و"تبخس عملها كمسسات تضطلع بمهامها من أجل حماية حقوق نزلاء المؤسسات السجنية"، متهمة الفريق بأنه "مدفوع فقط بانشغالات سياسوية ضيقة".