تمكن المحققون الفرنسيون من فك لغز مقتل طفلة، منذ أزيد من 31 سنة، لم يتم خلالها تحديد هويتها، ولا معرفة من يكون المجرم أو دوافعه لارتكاب هذه الجريمة، التي هزَّت المجتمع الفرنسي آنذاك. وحسب مصادر صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، فإن رجال الدرك الفرنسيين تمكنوا، بفضل عينات من الحمض النووي، من تحديد هوية الطفلة المقتولة، التي عثر على جثتها ملقاة، وعليها كدمات ظاهرة على وجهها، وأنحاء متفرقة من جسدها الصغير، وهي تدعى "إيناس تولوب"، المزدادة عام 1983 في مدينة الدارالبيضاء، سنة واحدة قبل قدوم والديها إلى فرنسا، والتي كان لديها 4 إخوة وشقيقتان. وأسهمت عينات الحمض النووي في الوصول إلى هوية والدي الطفلة الهالكة، اللذين تم إلقاء القبض عليهما فور العثور عليهما، بتهمة القتل، والتخلص من الجثة، والعنف المتكرر الممارس بحق طفل دون سن 15 سنة. وكشف "فريديريك شوفاليي"، المدعي العام الجمهوري في مدينة "بلوا"، خلال ندوة صحفية، أن شجارا وقع بين شبان عام 2016، استدعى إجراء حمض "ADN" للمتورطين، كشف أن أحد هؤلاء الفتية شقيق الطفلة المجهولة الهوية، التي تم الاحتفاظ بحمضها النووي عقب التشريح. وتمكن المحققون بفضل آثار الحمض النووي، الذي عثر عليه على ملابس إيناس، والغطاء الذي كان يلف جثتها، من الوصول إلى البصمة الجينية لوالديها، اللذين لم يعلما الشرطة باختفاء ابنتهما، ولم يثيرا أي ضجة عن الواقعة آنذاك، ما اضطر الشرطة إلى التحقيق مع آلاف الأشخاص، والبحث في عدد كبير من المستشفيات، والمدارس ومؤسسات الخدمات الاجتماعية عن من يتعرف عليها، ولكن دون جدوى. وحسب المصدر ذاته، فإن تقرير الطب الشرعي كشف أن جسد "الطفلة الشهيدة" كما تم تلقيبها، يحمل آثار كدمات متفرقة، وحروق، رجح أنها بسبب مكواة، بالإضافة إلى ندوب، وجروح ناتجة عن عضات فك صغير ربما تعود لامرأة، وكسور على مستوى الأضلاع، وخُتِم التقرير الطبي بالقول: "الجسم في حالة لا تطاق، مجروح من الرأس إلى القدمين". وكشف المدعي العام أن والد إيناس، البالغ من العمر 66 سنة، روى ما عاشه في "الجحيم" رفقة زوجته "العنيفة" معه وأبنائه، وأوضح، خلال التحقيقات، أنه اكتشف لدى عودته من العمل أن ابنته فارقت الحياة، يوم 10 غشت 1987، فحمل جثتها، ولفها بغطاء، ثم وضعها في السيارة رفقة أبنائه، قبل التخلص منها في جانب الطريق، أثناء مغادرتهم البلاد في اتجاه المغرب لقضاء العطلة الصيفية. وأكدت والدة إيناس، البالغة من العمر 64 سنة، والتي كانت قد انفصلت عن زوجها عام 2010، أن ابنتها لاتزال تعيش في المغرب، إلا أنها انهارت بعد مواجهتها بالأدلة، وادعت أنها كانت ضحية عنف طليقها، وأن ذكرياتها تلاشت بخصوص تفاصيل مقتل إيناس، ولكنها لربما كانت عنيفة ضد ابنتها المتوفية دون أن تكون متورطة في مقتلها.