سعيا للحد من تدفق المهاجرين الأفارقة نحو أوروبا، طالب وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، الاثنين، بإقامة ما أسماها "مناطق آمنة" للاجئين في إفريقيا، في وقت انتقد فيه الرئيس الأمريكي سياسة ألمانيا تجاه المهاجرين. وقال زيهوفر في مؤتمر صحفي إنه "يجب تأسيس مناطق آمنة للاجئين في منطقة الساحل في إفريقيا للحد من تدفقهم على أوروبا"، مطالبا النمسا بتأمين الحدود الخارجية الأوروبية خلال فترة رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي التي تستمر ستة أشهر. واقترح زيهوفر، الإثنين الماضي، رفض طالبي اللجوء القادمين برا عبر دول الجوار الأوروبية، وعدم السماح لهم بدخول البلاد، لكن المستشارة أنجيلا ميركل، عارضت الاقتراح، مؤكدة أن أي حل لقضية اللاجئين يجب أن يكون على المستوى الأوروبي، وعبر اتفاقات مع الدول، وليس عبر تصرف أحادي الجانب كالذي يقترحه وزير الداخلية. وأثار هذا الخلاف أزمة كبيرة بين ميركل وزيهوفر، وحزبيهما الديمقراطي المسيحي (يمين وسط)، والاجتماعي المسيحي على الترتيب، ما يثير مخاوف من انهيار الائتلاف الحاكم، حسب مراقبين. ووفق القانون الألماني، فإنه يحق لوزير الداخلية إقرار تطبيق سياسة منع طالبي اللجوء من دخول البلاد، بقرار وزاري. لكن مراقبين يقولون إن أي تصرف أحادي من جانب زيهوفر، في هذا الاطار، سيدفع ميركل لإقالته ويضع مستقبل الائتلاف الحاكم على المحك. وقالت ميركل في وقت سابق اليوم، إنها ستخوض مفاوضات صعبة مع الشركاء الأوروبيين في القمة الأوروبية المقررة يومي 29 و30 يونيو الجاري في بروكسل، حول ملف اللاجئين. من جهة أخرى انتقد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سياسة الهجرة في ألمانيا والدول الأوروبية، معتبرا أن سماحهم لملايين الناس باللجوء إليها "خطأ كبير". وقال ترامب في تغريدات له على حسابه ب"تويتر" إن "الشعب في ألمانيا ينقلب على قيادته بسبب قضية الهجرة التي تهزّ تحالف برلين الضعيف". وأضاف: "الجريمة في ألمانيا مرتفعة. والخطأ الكبير الذي تم ارتكابه في عموم أوروبا هو السماح لملايين الناس ممن غيروا ثقافتهم بعنف وقوة، بالدخول إليها"، في إشارة إلى استقبالهم اللاجئين. وتابع قائلًا: "لا نريد أن يحدث لنا ما يحدث في أوروبا". وتسعى سياسة إدارة ترامب الجديدة بشأن الهجرة، التي دخلت حيز التنفيذ مايو/أيار الماضي، لتحقيق أقصى قدر ممكن من المحاكمات الجنائية بحق الأشخاص الذين حاولوا دخول الولاياتالمتحدة بطريقة غير شرعية. ووضعت السلطات الأمريكية أولئك المهاجرين رهن الاعتقال ما أدى لفصل أطفالهم عنهم، وفق أسوشييتد برس. وكانت الأيام الأخيرة شهدت خلافا حادا بين باريسوروما وصل حد استدعاء السفراء بينهما على خلفية رفض الأخيرة استقبال سفينة مهاجرين تقل أكثر من 600 مهاجر غير شرعي. وزاد ماكرون من حدة التوترات، عندما وجه انتقادا قاسيا إلى روما، الثلاثاء الماضي، واصفا رفض إيطاليا استقبال سفينة "أكواريوس" بأنه "سلوك معيب وغير مسؤول من قبل الحكومة". ووصلت السفينة الأحد إلى إسبانيا التي تعهدت بتقديم الرعاية للاجئين على متنها، فيما استعدت فرنسا لاستقبال بعضهم، وبحث ملفاتهم.